بلغ الجفاف خلال شهر أغسطس/ آب الجاري، أدنى مستوياته منذ بداية عام 2022 في أوروبا، وعلى طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المرصد الأوروبي لحالات الجفاف (EDO).
وفي الفترة الممتدة بين 1 و10 أغسطس، أثّر جفاف التربة على 28% من الأراضي الأوروبية، وسواحل الشرق الأدنى وإفريقيا للبحر المتوسط، بأدنى مستوياته منذ يناير/ كانون الثاني 2022. وخلال الفترة نفسها العام الماضي، كان الجفاف يؤثر على ضعف مساحة الأراضي (55,8%).
أسوأ موجة جفاف
ويعتمد المؤشر الأوروبي الذي يُحدَّث كل عشرة أيام تقريبًا، على الاختلالات في المتساقطات ورطوبة التربة وحالة الغطاء النباتي، بحسب المناطق وأنواع المناخ.
وواجهت أوروبا العام الماضي أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام على الأقل، وأصبح ثلثا القارة في حالة تأهب، مع انحسار في حركة الشحن الداخلي وهبوط إنتاج الكهرباء وتراجع إنتاجية بعض المحاصيل.
بين ألمانيا وفرنسا
من ناحية أخرى، لا يؤخذ في الاعتبار مستوى المياه الجوفية التي ما زالت على سبيل المثال في فرنسا عند مستوى منخفض بشكل غير طبيعي.
ففي مطلع أغسطس، كانت بلدان أوروبا الوسطى التي تأثرت بالجفاف بشدة في بداية الصيف، تخرج تدريجيًا من موجات الجفاف التي تضربها، مع 26% من الأراضي المعنية في ألمانيا (مقارنة بـ96% في الذروة) و67% في بولندا (مقابل 95%).
وكان الاتجاه مماثلًا في فرنسا حيث كانت 21% من الأراضي متأثرة بالجفاف مطلع أغسطس، فيما كانت 64% في بداية يونيو/ حزيران.
وكان المدير العام لشركة "كهرباء فرنسا" لوك ريمون قد عبر عن تفاؤله في وقت سابق، بعد انقضاء شتاء كانت تستعدّ السلطات خلاله لاحتمالات انقطاع التيار، بسبب توقّف عدد قياسي من المفاعلات بهدف إصلاحها.
وأضاف: "نبدأ هذا الصيف بسدود ممتلئة، ما يجعل من الممكن إنتاج مزيد من الطاقة الكهرومائية مقارنة بالعام الماضي حين حدّ الجفاف من إنتاج هذه الطاقة".
ويزيد الاحتباس الحراري الذي يضرب الأرض من مشكلة الفيضانات والجفاف والحرائق، في ظل رفع علماء المناخ من مستوى التحذيرات في هذا النطاق.