Skip to main content

على وقع ارتفاع عدد الضحايا.. قرار أممي يستنكر هجوم روسيا على أوكرانيا

الخميس 3 مارس 2022

سجّل اليوم السابع من عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا وتيرة متصاعدة. ورغم ضبابية الوضع، فإن حرب الشوارع تلوح بوادرها وتدنو أكثر فأكثر.

وسياسيًا، فإن الوضع متأزم أيضًا؛ العقوبات تحاصر موسكو. وحيث أن الغرب يبدو موحدًا في موقفه، الهدف هو معاقبة روسيا سياسيًا واقتصاديًا، من دون التدخل العسكري المباشر. 

قرار أممي يستنكر الهجوم

في سياق متصل، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، قرارًا يستنكر الهجوم الروسي على أوكرانيا، ويدعو موسكو إلى سحب جميع قواتها على الفور.

وجاء القرار، الذي حظي بتأييد 141 من أصل 193 عضوًا، في ختام جلسة طارئة نادرة للجمعية العامة دعا إليها مجلس الأمن. وقوبل القرار بعاصفة من التصفيق في القاعة.

في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي قوله إن موسكو تتوقع وصول مسؤولين أوكرانيين إلى بيلاروسيا للمشاركة في جولة ثانية من محادثات السلام صباح الخميس، حيث من المقرر مناقشة وقف لإطلاق النار.

ونقلت وكالة "تاس" عن ميدينسكي أن الجيش الروسي يوفّر ممرًا أمنيًا للوفد الأوكراني.

بدوره، أكد مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك أن إجراء مزيد من المحادثات مع روسيا قيد المناقشة، وأن هناك حاجة إلى جدول أعمال يتناول قضايا جوهرية.

إلى ذلك، كشفت روسيا عن أول حصيلة لخسائرها العسكرية البشرية خلال الحرب على أوكرانيا، معلنة مقتل 498 من عسكرييها وإصابة 1597 آخرين.

وقال المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الروسي العام: "لسوء الحظ.. لدينا خسائر. قُتل 498 عسكريًا روسيًا.. وأُصيب 1597 من رفاقنا"، خلال الهجوم الروسي المستمر منذ 24 فبراير/ شباط.

في المقابل، لفت أوليكسي أريستوفيتش، المستشار العسكري للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أن أكثر من سبعة آلاف جندي روسي قُتلوا منذ بدء الهجوم، متحدثًا عن أسر المئات من بينهم ضباط كبار.

التطورات الميدانية

واصلت القوات الروسية هجومها الأربعاء على المدن الأوكرانية، لا سيما خاركيف مع إرسال قوات مجوقلة وشن عمليات قصف.

وفي اليوم السابع من الهجوم الذي أطلقه الرئيس فلاديمير بوتين، تم إنزال قوات مجوقلة روسية في خاركيف، ثاني مدن البلاد، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني فجرًا من دون إعطاء تفاصيل عن عددهم.

وبعد عدة عمليات قصف على وسط المدينة الثلاثاء، أوقعت 21 قتيلًا على الأقل بحسب الحاكم المحلي، استهدفت ضربات صباح الأربعاء مقار محلية لقوات الأمن والشرطة، وكذلك جامعة هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم عن الحدود الروسية بحسب أجهزة الطوارئ، مشيرة الى سقوط أربعة قتلى على الأقل وتسعة جرحى.

وفي العاصمة كييف، على بعد حوالى 500 كلم إلى الغرب، أفاد مراسل "العربي" عن سماع دوي انفجار كبير تبعه إطلاق صفارات الإنذار في المدينة مساءً بعد هدوء نسبي في خلال النهار.

وكشف مستشار وزارة الداخلية أنطون هيراشينكو في بيان على الإنترنت أن الانفجار الذي وقع قرب محطة القطارات المركزية نجم عن حطام صاروخ روسي أسقطه الدفاع الجوي الأوكراني.

وتحدثت خدمة الطوارئ الأوكرانية عن أن الهجوم الروسي أودى بحياة أكثر من ألفَي مدني، ودمر مئات المباني بما في ذلك مرافق النقل والمستشفيات ورياض الأطفال والمنازل.

في سياق متصل، ارتفع عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة مجددًا، ووصل إلى 836 ألف شخص حتى الأول من مارس/ آذار، بحسب إحصاء أعدته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين صدر الأربعاء.

ومن ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن "أكثر من 1000 متطوع من دول الخارج قد سجلوا أنفسهم للقتال إلى جانب المقاومة الأوكرانية".

وأضاف: "نحن نتواصل مع دول العالم من أجل توسيع العقوبات ضد روسيا".

مزيد من الضغوط على موسكو

وتستمر الضغوطات الغربية على موسكو في محاولة لوقف هجومها، واستبعدت الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سبعة مصارف روسية من نظام "سويفت" المالي العالمي، إلا أنها استثنت مؤسستين ماليتين كبيرتين مرتبطتين بقطاع المحروقات، وفق ما جاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأربعاء.

ومن بين هذه المؤسسات "في. تي. بي" ثاني مصارف روسيا. والإجراء لا يشمل مصرف "سبيربنك" الرئيس في البلاد، الذي يمر عبره الجزء الأكبر من التسديدات لإمدادات الغاز والنفط الروسيين، التي تعتمد عليها الدول الأوروبية بشكل كبير.

بدوره، فرض الاتحاد الأوروبي اليوم عقوبات على 22 من كبار الضباط العسكريين البيلاروسيين، على خلفية دور مينسك في مساعدة الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن فرض عقوبات على واردات النفط الروسية إلى الولايات المتحدة ردًا على غزو أوكرانيا "ليس مستبعدًا".

وقال بايدن للصحافيين: "لا شيء مستبعد"، وذلك ردًا على سؤال حول احتمال أن يكون النفط الهدف التالي لعقوبات أميركية وأوروبية غير مسبوقة على موسكو.

وكان بايدن قد اعتبر أن بوتين "ديكتاتور"، وبات "معزولًا أكثر من أي وقت مضى".

في المواقف أيضًا، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشجاعة الأوكرانيين في مواجهة حرب، قال إنها من صنع بوتين وحده. واعتبر أن "من المرجح أن تزداد المصاعب في الأيام المقبلة"، مؤكدًا أن فرنسا ليست في حرب ضد روسيا.

من ناحيته، اعتبر وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن "غزو بوتين لأوكرانيا سيصبح أكثر وحشية".

وقال في تصريح: "أي شخص يفكر بمنطقية لن يفعل ما يفعله بوتين، لذلك سنرى وحشيته تتزايد". وأضاف: "إنه يحاصر المدن ويقصفها بلا رحمة في الليل".

في المقابل، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، حسبما نقلت عنه وكالة تاس للأنباء.

ولفت لافروف إلى أن "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية ومدمرة".

ومن جانبه، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرأدور، أن المكسيك لن تفرض أي عقوبات اقتصادية على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا.

كما انتقد ما قال إنها رقابة شركات التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام الروسية المرتبطة بالحكومة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة