الخميس 2 مايو / مايو 2024

"عملية تل أبيب"... معطيات جديدة وتناقض في رواية الشرطة الإسرائيلية

"عملية تل أبيب"... معطيات جديدة وتناقض في رواية الشرطة الإسرائيلية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تكشف معطيات جديدة تكشف عن ارتباك الأمن الإسرائيلي حول عملية تل أبيب الأخيرة (الصورة: غيتي)
قُتل سائح إيطالي وأُصيب 5 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة جراء عملية دهس مزعومة، نفذت في مدينة تل أبيب الجمعة، استشهد منفذها، يوسف أبو جابر.

كشف بيانان صدرا عن الشرطة الإسرائيلية، تناقضًا كبيرًا حول عملية تل أبيب التي حدثت مساء الجمعة، إذ زعم الأول أن سلاحًا كان بحوزة المنفذ، فيما أكد آخر أن ما زُعم أنه سلاح، لم يكن كذلك، في حين أشار التحقيق الأولي إلى أن الشهيد كان بحوزته "سلاح لعبة بلاستيكي"، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11".

وقُتل سائح إيطالي، وأُصيب 5 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، من جراء عملية دهس مزعومة، نفذت في مدينة تل أبيب، مساء الجمعة، استشهد منفذها، يوسف أبو جابر، وهو من كفر قاسم، حسبما ما أفاد موقع "عرب 48".

ولم تنشر الشرطة أي صورة للسلاح الذي ادعت في البداية، أنه كان بحوزة المنفذ، كما لم يؤكد جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، أن خلفية العملية، هي "خلفية قومية"، وهو ما يناقض عمليات مماثلة، نُفذت في وقت سابق.

كما أن البيان الأخير الذي أصدرته الشرطة بشأن ما حدث، ذكر أن "ملابسات الحدث، يجري التحقيق فيها من قبل الوحدة المركزية في لواء تل أبيب، ومن قبل الشاباك".

الشهيد يوسف أبو جابر
الشهيد يوسف أبو جابر - وسائل التواصل

ورغم ذلك، اقتحمت قوات من الشرطة والشاباك، منزل أبو جابر، وعبثوا بمستلزماته، وصادروا بعد الأوراق والأغراض، كما حققوا مع جزء من أقربائه في المنزل، واقتادوا جزءًا منهم إلى محطة شرطة كفر قاسم، للتحقيق معهم، وفق "عرب 48".

وبحسب "كان"، فقد أفاد التحقيق الأولي بأن المركبة التي استقلها الشهيد، تعود إلى زوجته، وليست مسروقة، كما ادعت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية في البداية. كما أكد أن ما زُعم أنه سلاح حقيقيّ، لم يكن سوى "لعبة بلاستيكية".

وبعيد ذلك بوقت وجيز، أكدت الشرطة أن منفذ العملية من كفر قاسم، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 45 عامًا، واسمه يوسف أبو جابر؛ كما أوضحت أن لا خلفية أمنية لديه.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ، بأن والد منفذ العملية المزعومة، من الضفة، ووالدته من كفر قاسم.

تناقض في رواية الشرطة الإسرائيلية

وفي بيانها الأول الذي أصدرته الشرطة، ذكرت أن "سيارة مسافرة من الشمال إلى الجنوب، صدمت أربعة أشخاص بالقرب من منتزه ’تشارلز كيلور’" في تل أبيب، مضيفة أن "ضابط شرطة كان في محطة وقود قريبة، سمع ضجيجًا، ولاحظ سيارة مقلوبة رأسًا على عقب، والعديد من الأشخاص ممددين على الأرض".

وذكر البيان أن "الشرطي اقترب من السيارة مع مفتشي شرطة بلدية تل أبيب، ولاحظ أن السائق كان يحاول الوصول إلى السلاح الذي بحوزته... فقام الشرطي والمفتشون بتحييد السائق وقتلوه"، على حدّ زعم الشرطة.

وفي بيان أصدرته لاحقًا، يحوي تناقضًا مع بيانها الأول، ذكرت الشرطة أن الضابط الذي كانت قد أشارت إليه، برفقة أفراد الأمن الآخرين؛ قد "رصدوا السائق وهو يحاول الوصول إلى شيء يشبه البندقية كان معه، وحيدوه".

من جهته، أفاد مراسل "العربي"، من تل أبيب بأن الحديث يدور الآن حول من قتل السائح الإيطالي، وذلك لأن أحدث رواية للشرطة الإسرائيلية تتحدث عن أن الشاب الفلسطيني الذي كان في السيارة لم يطلق النار، وعندما حاول ذلك قتلته الشرطة قبل أن يقوم بذلك، مشيرًا إلى أن نجمة داوود الحمراء تفيد بأن القتيل الإيطالي قُتل بالرصاص، ما يعني أن الرصاص الذي أصابه وقتله على الأغلب سيكون من قبل الشرطة الإسرائيلية.

وأضاف أن هذا الأمر حدث في عدة عمليات سابقة، عندما كانت الشرطة الإسرائيلية تقتل إسرائيليين، حيث كانت توجه الرصاص نحو المنفذ الفلسطيني، فتصيب وتقتل إسرائيليين.

وأوضح مراسلنا أنه بحسب المقطع المصور الذي انتشر للعملية، فإن السيارة كانت السيارة تسير فانحرفت بسرعة، وارتطمت بالسياح، وقال: لماذا اعتبرت الشرطة الإسرائيلية ما حدث عملية أمنية، رغم أن الشاب لا يوجد له أي أسبقيات لا جنائية ولا أمنية، وحتى أنه لا يوجد إطلاق نار من قبله، وأن ما حدث هو عملية دهس.

ويأتي ذلك فيما كان متطرفون يهود من عصابة "تدفيع الثمن" الإرهابية، قد اعتدوا فجر الجمعة، على مدينة كفر قاسم، وأحرقوا سيارات للأهالي، وخطّوا عبارات عنصرية معادية للعرب؛ كما يأتي بعد مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بعملية إطلاق نار، نُفّذت في الأغوار، في وقت سابق الجمعة.

وفي ظل التصعيد الإسرائيلي بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعدما اقتحمت الشرطة المسجد والاعتداء على المصلين فيه، واعتقال المئات منهم قبيل فجر، الأربعاء الماضي، طالبت الشرطة الإسرائيليين الذين بحوزتهم رخصة سلاح، بأن يحملوا سلاحهم معهم إلى أي مكان يتوجهون إليه خلال أيام عيد "الفصح" اليهودي، الذي من المقرّر أن ينتهي نهاية الأسبوع المقبل.

المصادر:
العربي - موقع عرب 48

شارك القصة

تابع القراءة