أثار مسلسل بدأ عرضه في تونس ضمن السباق الدرامي المعتاد في شهر رمضان جدلًا واسعًا في البلاد، وسط دعوات متصاعدة لوقف عرضه.
المسلسل واسمه "فلوجة" كان تلفزيون "الحوار" التونسي قد بدأ بث أولى حلقاته مع بداية الشهر الفضيل.
ويتناول العمل الدرامي حياة الطلاب في إحدى المدارس الثانوية بالعاصمة، وأجواء التوتر بين الطلاب وهيئات التدريس، وفوضى العنف والمخدرات.
وقد استلهم صناع المسلسل اسمه من المدينة العراقية الفلوجة، التي غرقت في الفوضى إبان الغزو الأميركي.
انقسام في الآراء
وانقسمت الآراء إزاء المسلسل بين من يرى فيه إساءة للمنظومة التربوية، وبين من اعتبره تجسيدًا واقعيًا لحال المجتمع والمؤسسات التعليمية. واستنكر آخرون اسم المسلسل، الذي رأوا أنه يسيء لمأساة المدينة العراقية.
واعتبر وزير التربية محمد علي البوغديري المسلسل عملًا سيئًا يضرب الأسرة التربوية في العمق، حسب تعبيره.
وأعلن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ما وصفها بالمهزلة التي أساءت للعائلات التونسية.
بسبب "التكرار وتعزيز التفاهة".. ناشطون مغاربة يطلقون حملة لمقاطعة أعمال دراما رمضان تقرير: عبد الصمد جطيوي#المغرب #رمضان_2023 pic.twitter.com/5fMsZKYJQd
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 23, 2023
من جانبها، طالبت نقابة قوات الأمن الداخلي النيابة بفتح تحقيق بسبب تصوير رجال الأمن وحياتهم اليومية على أنها غير مستقرة ومبنية على الخيانة والرشوة.
في المقابل، استنكر كثيرون محاولات منع المسلسل، أبرزهم الوزير السابق محمد الحامدي، الذي قال إنه لا يفهم فكرة منع سلطة عملًا فنيًا في إطار ديمقراطي.
وبينما اعتبر أنه ليس لوزير أو لرئيس أن يفتي في النقد الفني، أكد أن "الأولى الاهتمام بمسلسل البلاد الذاهبة إلى الانهيار"، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، وصفت سميحة عبر تويتر المسلسل بالكارثة التي تعكس الواقع، مشيرة إلى أن الصدمة قد تنقذ الأجيال القادمة، وتدفع منظومة التربية إلى اتخاذ الإصلاحات اللازمة.
أما نجيب معروفي، فقد استنكر تسمية المسلسل بالفلوجة، حيث رأى أنها تخدم وجهة نظر الأفلام الغربية التي تصور المدينة على أنها فوضوية بهدف ترذيلها، بدلًا من أن ترتبط في مخيلة العربي بالفخر والاعتزاز والقدرة على الوقوف أمام أعتى قوى العالم.