الجمعة 3 مايو / مايو 2024

"غياب المؤسسات".. ما المعوقات أمام نشر الإنتاج الفكري شمال غربي سوريا؟

"غياب المؤسسات".. ما المعوقات أمام نشر الإنتاج الفكري شمال غربي سوريا؟

Changed

نافذة على "العربي" تلقي الضوء على واقع الكتّاب والشعراء في شمال غربي سوريا
أمام الظروف الاقتصادية الصعبة يبقى تأمين أساسيات الحياة أولوية بالنسبة إليهم على حساب نشر منتجات فكرية أو أدبية.

يعيش كتّاب وشعراء محافظة إدلب شمال غربي سوريا، واقعًا سيئًا، بسبب عدم مقدرة معظمهم على نشر إنتاجهم الفني والفكري، ولارتفاع تكاليف النشر وعدم وجود جهات ترى الكتّاب والباحثين أو ترى كتبهم.

ظروف اقتصادية

وأمام الظروف الاقتصادية الصعبة يبقى تأمين أساسيات الحياة أولوية بالنسبة إليهم على حساب نشر منتجات فكرية أو أدبية.

ويقول الشاعر عبد الرحمن الإبراهيم لـ"العربي"، إنه لم يستطع نشر أربعة من دواوينه، مبينًا أن الطباعة لها بُعد تجاري وثقافي، ولذلك الناشر ليس لديه مصلحة في طبع كتاب لا يباع مهما كان حريصًا على الثقافة.

من جانبه، يؤكد الكاتب والباحث في التراث عبد الحميد مشلح لـ "العربي"، أن وضع الناس المادي لا يؤهل لطباعة الكتاب، لأن طباعة أي كتاب سيخسر لأن الناس محتاجون لربطة الخبز.

معوقات متداخلة

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والشاعر السوري عبد الله حريري، إن الكتّاب في سوريا عانوا من إشكاليات الحرب، سواء على المستوى النفسي بالصدمات، أو على مستوى الحالة الأدبية بشكل عام وانشطاراتها بين مؤيد ومعارض والاتهامات والتكتلات التي أصبحت موجودة.

ويضيف حريري في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن الشعراء والكتّاب في الشمال السوري، هم الأكثر معاناة لأنهم ما يزالون في أحد أشكال الحصار الذي يخضعهم للصدمة المستمرة وهي أحد المشاكل التي يتعرض لها الكاتب.

ومضى يقول: "ولذلك فإن طور التعافي غالبًا ما تقوم بها المؤسسات والتي إن لم تكن رسمية فيجب أن تكون مرعية بالدعم، ولذلك في مناطق المعارضة السورية للأسف غابت المؤسسات تمامًا، فضلًا عن فتح الحريات أمام الكتّاب للتعبير عن الصدمة التي مروا بها.

ولفت حريري، إلى أنه "لا يمكن القول إن الذين خرجوا من دائرة الحرب قد نجوا".

واعتبر أنه لا يمكن القول إن الأدب السوري على كثرته في مجال الرواية قد استطاع أن يبني هوية خاصة، وهو أمر طبيعي بمقياس الفاصل الزمني، في ظل غياب المؤسسات والمنتديات الثقافية ذات الطابع الذاتي.

واستدرك قائلًا: "لذلك حاليًا الحكومة المؤقتة في الشمال السوري غير قادرة على بناء مؤسسات ثقافية وخصوصًا أن أغلب الكتّاب باتوا يجنحون إلى معارضة هذه المؤسسات القائمة راهنًا".

وخلص إلى أن "الدعم المادي عبر إنشاء منتديات ونقابات يساهم في تمكين الكاتب للتفرغ لكتابته، ودعم دور النشر، وضمان حرية تشكيل العناوين الفكرية والفلسفية وغيرها، والذي بالنهاية يمكن أن يصنع حاضنة ثقافية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close