الجمعة 3 مايو / مايو 2024

غير مرجّح لكن ليس مستحيلًا.. ماذا سيفعل بايدن إذا ضغط بوتين على الزر النووي؟

غير مرجّح لكن ليس مستحيلًا.. ماذا سيفعل بايدن إذا ضغط بوتين على الزر النووي؟

Changed

تقرير يرصد الحالات التي سيضغط فيها بوتين على الزر النووي (الصورة: تويتر)
كشف خبراء أن أمام الرئيس الأميركي جو بايدن أربعة سيناريوهات محتملة للرد على استخدام روسيا للسلاح النووي، اثنان منها فقط معقولان.

مع استمرار الولايات المتحدة في إرسال المزيد من الأسلحة المتطورة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة الهجوم الروسي عليها، كشف مسؤولون أميركيون لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت تفكر منذ أشهر في كيفية الردّ إذا ما نفّذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداته باستخدام السلاح النووي.

وأشار مسؤولون حكوميون سابقون وحاليون إلى أنه على الرغم من أن الردّ الأميركي على احتمال استخدام النووي الروسي "مستبعد"، إلا أنه "ليس مستحيلًا تمامًا"، خاصة أن العقيدة العسكرية الروسية تسمح باستخدام الأسلحة النووية في ساحة القتال، مشيرين إلى أن أصغر الرؤوس الحربية الروسية لديها أضعاف القوة التفجيرية للقنابل التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي.

وعن الرد الأميركي، أشار المسؤولون للشبكة إلى أنه لا يوجد "كتاب قواعد" يحكم استجابة الولايات المتحدة للأمر، مستشهدين بأن الأمر ليس جديدًا على إدارة بايدن، إذ إنه عندما أجرت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما (آنذاك كان بايدن نائبًا للرئيس) لعبة حرب تحاكي استخدام روسيا للأسلحة النووية في دول البلطيق، كانت هناك خلافات جوهرية حول كيفية الرد.

والشهر الماضي، قال مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز: "لا نرى أدلة عملية في هذه المرحلة على التخطيط الروسي لنشر أو حتى الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية". لكنه أضاف: "بالنظر إلى هذا النوع من الإنذارات التي سمعناها من القيادة الروسية، لا يمكننا الاستخفاف بهذه الاحتمالات".

من جهته، قال أحد المسؤولين الأميركيين المطلعين بانتظام على مداولات الحكومة الأميركية، ولم تذكر الشبكة اسمه: إن الرد الأميركي "سيعتمد بشكل كبير على كيفية استخدام الروس" للسلاح نووي.

وأضاف الخبراء والمسؤولون الأميركيون أن الخيارات الأميركية تمتد بين زيادة العقوبات، والاستمرار بتسليح الأوكرانيين، مع بناء تحالف دولي ضد روسيا يعزل البلاد تمامًا، إلى شن هجوم عسكري تقليدي على القوات الروسية في أوكرانيا أو روسيا، أو الرد بهجوم نووي.

وأكدوا أنه ما لم تتعرض إحدى دول الناتو للقصف، فلن يكون على الولايات المتحدة أي التزام بالرد.

"العالم كله سيتوقّف"

ورجّح بعض المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين أن لا ترد الولايات المتحدة عسكريًا بعد استخدام روسي واحد لما يسمى بالسلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا.

بينما قال آخرون إنه يتعيّن على بايدن إطلاق العنان لبعض القوة التقليدية، وربما مهاجمة القوات الروسية في أوكرانيا، أو الوحدة العسكرية الروسية التي أطلقت السلاح النووي، وهو خيار قد يكون له تداعيات خطيرة، لأن القادة العسكريين الروس قد يقتلون نتيجة الهجوم وقد ترد موسكو.

وأشارت الشبكة إلى أن بايدن "لن يرغب بالمخاطرة بالتصعيد إلى حرب نووية واسعة النطاق تؤدي إلى تدمير المدن الأميركية. وقد لا يضطر إلى ذلك، لأنه إذا تحول بوتين إلى السلاح النووي، فإن معظم الدول الأخرى في العالم، بما في ذلك العديد من الدول المحايدة في الصراع الحالي، ستنقلب بسرعة ضد روسيا وتعزلها.

وفي هذا الإطار، قال جوزيف سيرينسيوني، الخبير النووي والزميل في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول: إن "العالم كله سيتوقف".

وأشار مسؤولو الأمن القومي الأميركيون والغربيون للشبكة إلى أنه لم تكن هناك أي علامة على أن روسيا نقلت أسلحة نووية تكتيكية من منشآت التخزين، بينما قدّر مسؤولو المخابرات أن بوتين لن يفكر في استخدام أسلحة نووية، "إلا إذا كان يعتقد أن نظامه قد حُشر في الزاوية وبات في خطر مميت".

وتسمح العقيدة الروسية أيضًا باستخدام الأسلحة النووية "ردًا على عدوان واسع النطاق باستخدام الأسلحة التقليدية في المواقف الحاسمة للأمن القومي للاتحاد الروسي". ووصف الخبراء هذه الإستراتيجية بأنها "تصعيد من أجل التهدئة"، ويقولون إنها تعني أن روسيا مستعدة لاستخدام محدود للأسلحة النووية لكسب ما يمكن أن يكون حربًا تقليدية.

ونظريًا، العقيدة النووية الأميركية متشابهة، لكن من الناحية العملية، لا يعتقد الخبراء أن رئيسًا أميركيًا قد يستخدم الأسلحة النووية في حرب تقليدية إقليمية، كما لم تفعل الولايات المتحدة ذلك خلال حرب كوريا، وفييتنام، وأفغانستان، والعراق.

ويقول المسؤولون الأميركيون: إن الغرض الرئيسي للترسانة النووية الأميركية هو ردع هجوم نووي من قبل العدو أو الرد عليه. ومع ذلك، لم تستبعد الولايات المتحدة استخدام الأسلحة النووية ردًا على الهجمات البيولوجية أو الكيميائية، وفي بعض الحالات المحدودة، الهجمات التقليدية. ولا تزال واشنطن تحتفظ بنحو 100 سلاح نووي في دول الناتو، وضعت هناك في الأصل لمنع الدبابات الروسية من الاستيلاء على أوروبا الغربية.

ما هو الخط الأحمر الروسي؟

ويكافح المسؤولون الأميركيون لفهم ما الذي يمكن أن يدفع بوتين لاستخدام سلاح نووي وما إذا كان لتعزيز المكاسب التي تحققت في ساحة المعركة، أم لعكس الخسائر، أو لدرء الهزيمة.

وقال كريس تشيفيس، ضابط المخابرات الأميركية: "لا نعرف ما هو الخط الأحمر بالنسبة لروسيا التي فاجئتنا في السنوات الخمسة عشرة الأخيرة ثلاث مرات: في جورجيا عام 2008، واستيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، وتدخل الكرملين في الانتخابات الأميركية عام 2016".

وقالت روز غوتيمولر، نائبة الأمين العام السابقة لحلف الناتو والتي تعمل الآن في معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد: إذا واجهت روسيا هزيمة وشيكة في أوكرانيا، فإنها ستقوم بـ "هجوم مباغت واحد، إما على الأراضي الأوكرانية أو ربما على البحر الأسود، في محاولة لفرض إرهابها على الطرف الآخر، وبثّ الرعب في قلوب الأوكرانيين، وحملهم على التراجع ، وحملهم حتى على الاعتراف بالهزيمة".

بدوره، أشار تشيفيس إلى أن لدى روسيا العديد من الخيارات التي يمكن أن تستخدمها إما في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر، والتي ستكون خطوات أصغر بكثير على سلم التصعيد النووي، ولكنها مع ذلك ستمثّل تغييرًا جذريًا في تاريخ العالم".

أربعة سيناريوهات للرد

وتجنّبت إدارة بايدن عن قصد توضيح كيفية ردها إذا شنّت روسيا هجومًا نوويًا في أوكرانيا، تاركة الباب مفتوحًا أمام إمكانية الرد بالأسلحة النووية، أو القوات التقليدية، أو العمليات الإلكترونية، أو غيرها من الوسائل.

لكن مسؤولين أميركيين سابقين قالوا إنه سيتعيّن على بايدن التفكير في رد عسكري تقليدي كبير لدعم أوكرانيا.

وأضافوا أن شنّ هجوم روسي على أوكرانيا بسلاح نووي تكتيكي سيشكّل معضلة مؤلمة لواشنطن وحلفائها في الناتو، وسيتعيّن على بايدن والقادة السياسيين الغربيين التفكير في رد من شأنه تجنّب إثارة صراع نووي شامل مع روسيا، مع استمرار فرض تكلفة باهظة على موسكو.

وقال جيفري إدموندز، الخبير في الجيش الروسي في مركز أبحاث "CNA" للشبكة: إن هناك أربعة سيناريوهات محتملة للرد، اثنان منها فقط معقولان: الاستسلام ومحاولة تحقيق السلام، أو الحفاظ على المسار مع العقوبات والضغط، أو شنّ هجوم تقليدي لمعاقبة روسيا؛ أو الرد بهجوم نووي على روسيا.

ورجّح أن أن الخيارات الحقيقية تتمثّل في الحفاظ على المسار الحالي أو الهجوم التقليدي.

وقال مسؤولون سابقون: إن سجل إدارة بايدن حتى الآن يشير إلى أنها ستتحرك بحذر بالتشاور مع حلفائها الأوروبيين، وستسعى لتجنّب إغراق العالم في حريق نووي.

وواجهت إدارة بايدن انتقادات بأنها تحركت ببطء شديد لإرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا، لكن مؤيدي البيت الأبيض يقولون: إن الإدارة ركّزت على تجنّب الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الأزمة إلى صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.

وقالت غوتمولر: إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى تجنّب أي نوع من التصعيد النووي لصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ولكن أيضًا من أجل "بقاء العالم".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close