الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

"غير مقبول".. الرئيس الجزائري يندد بتحول موقف مدريد تجاه قضية الصحراء

"غير مقبول".. الرئيس الجزائري يندد بتحول موقف مدريد تجاه قضية الصحراء

Changed

طالب تبون مدريد بمراجعة نفسها تجاه موقفها المستجد - غيتي
طالب تبون مدريد بمراجعة نفسها تجاه موقفها المستجد - غيتي
ندد الرئيس الجزائري بموقف إسبانيا المستجد في قضية الصحراء، حيث دعاها إلى عدم التخلي عن مسؤولياتها التاريخية تجاه هذه المسألة، مؤكدًا استمرار تزويدها بالغاز.

اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أمس السبت، أنّ التحوّل في موقف إسبانيا تجاه قضيّة الصحراء "غير مقبول أخلاقيًا وتاريخيًا".

وكانت الجزائر قد استدعت سفيرها لدى مدريد سعيد موسى للتشاور، الشهر الماضي، احتجاجًا على ما اعتبرته "انقلابًا مفاجئًا" في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف قضيّة الصحراء.

فبعد التزامها الحياد بشأن مصير مستعمرتها السابقة، دعمت الحكومة الإسبانيّة علنًا مقترح المغرب منح الصحراء حكمًا ذاتيًا تحت سيادته. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة في 18 مارس/ آذار: "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 من جانب المغرب هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة البوليساريو.

وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الوطنيّة، ندّد تبون السبت بموقف الحكومة الإسبانيّة المستجد، وقال: إنّ الجزائر "لها علاقات طيّبة مع إسبانيا"، لكنّ الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانيّة بيدرو سانشيز من القضيّة الصحراويّة "غيّرَ كل شيء".

وأضاف: "لن نتدخّل في الأمور الداخليّة لإسبانيا، ولكنّ الجزائر بصفتها دولة ملاحظة في ملفّ الصحراء، وكذلك الأمم المتحدة، تعتبر أنّ إسبانيا القوّة المديرة للإقليم طالما لم يتمّ التوصّل لحلّ" لهذا النزاع.

الغاز الجزائري إلى إسبانيا

وتابع تبون "نطالب بتطبيق القانون الدولي حتّى تعود العلاقات إلى طبيعتها مع إسبانيا التي يجب ألا تتخلّى عن مسؤوليتها التاريخيّة، فهي مطالبة بمراجعة نفسها". وشدّد الرئيس الجزائري على أنّ بلاده "لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".

وتعتمد إسبانيا بشدّة على الجزائر في إمدادات الغاز.

وقالت مجموعة النفط والغاز الجزائريّة العامّة "سوناطراك" بداية أبريل/ نيسان إنّها لا تستبعد "مراجعة حساب" سعر الغاز المصدّر إلى إسبانيا، وذلك في سياق التوتّر الدبلوماسي بين الجزائر ومدريد.

وصرّح المدير العام لـ"سوناطراك" توفيق حكار لوكالة الأنباء الجزائريّة أنّه "منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول. وقد قرّرت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقديّة الملائمة نسبيًا مع جميع زبائنها". غير أنّه "لا يُستبعَد إجراء عمليّة مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني".

وكان تبون قد أمر سوناطراك في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر أنبوب المغرب، بعد نهاية العقد أول نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. 

وتزود الجزائر إسبانيا بالغاز عبر أنبوبي غاز، الأول أنبوب "المغرب العربي – أوروبا" وصولًا إلى جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) ودخل الخدمة عام 1996. وكان المغرب يستفيد من هذا الأنبوب في شكل عائدات مالية بسبب حقوق العبور، إضافة لكميات سنوية من الغاز الطبيعي.

أما الخط الثاني المعروف بـ"ميدغاز"، فيمر مباشرة من بلدة بني صاف الجزائرية، إلى ألميريا الإسبانية، وجرى تدشينه عام 2011، بطاقة نقل تقدر بـ 8 مليارات متر مكعب سنويًا.

وجاءت تلك الخطوة عقب إعلان الجزائر في 24 أغسطس/ آب الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما قالت إنها "أعمال عدائية" من المملكة ضدها.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تصنفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close