الإثنين 13 مايو / مايو 2024

فرار 2,5 مليون شخص.. هل ستستقبل الولايات المتحدة لاجئين أوكرانيين؟

فرار 2,5 مليون شخص.. هل ستستقبل الولايات المتحدة لاجئين أوكرانيين؟

Changed

تقرير حول توافد اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا وسط ظروف إنسانية صعبة (الصورة: غيتي)
أثارت أزمة اللاجئين الأوكرانيين الذين تخطى عددهم 2.5 مليون شخص تساؤلات حول إمكانية استقبال بعضهم في الولايات المتحدة رغم ترحيب بايدن.

تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في أسرع أزمة لجوء في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع أكثر من 2.5 مليون شخص إلى الفرار من البلاد خلال أسبوعين على بدء الهجوم.

وفي أوروبا، رحبت مجموعة من الحكومات الليبرالية والمحافظة، بما في ذلك بعض الحكومات التي تعتمد سياسات متشددة تجاه المهاجرين من الشرق الأوسط، بالنازحين الأوكرانيين وهم من النساء والأطفال بأذرع مفتوحة.

أمّا في الولايات المتحدة، فقد أثارت أزمة اللاجئين سؤالًا رئيسيًا، بحسب " سي بي أس نيوز" وهو: هل ستوفر أميركا الملاذ للأوكرانيين الفارين من أكبر حرب تقليدية في أوروبا منذ عقود؟

"أذرع مفتوحة"

وقال خبراء سياسة الهجرة إنه بينما قال الرئيس بايدن يوم الجمعة إنه يتعين على الولايات المتحدة أن ترحب بهم "بأذرع مفتوحة"، فمن المحتمل ألا تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين في المستقبل القريب.

وحتى 11 مارس/ آذار، فرّ معظم اللاجئين الأوكرانيين إلى البلدان المجاورة بينهم 1.5 مليون إلى بولندا و 225 ألفًا إلى المجر و176 ألفًا إلى سلوفاكيا. كما عبر عشرات الآلاف الحدود إلى روسيا ورومانيا ومولدوفا. وقد غادر 282 ألفًا آخرون إلى دول أوروبية أخرى بما في ذلك ألمانيا.

ونقلت شبكة "سي بي أس نيوز" عن تيريزا كاردينال براون، مسؤولة الهجرة السابقة بوزارة الأمن الداخلي قولها: "إن العديد من اللاجئين قد يسعون للبقاء في أوروبا بالقرب من أوكرانيا، في حالة وجود فرصة للعودة في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن "هذا الحساب قد يتغير، اعتمادًا على المدة التي يستمر فيها الصراع".

وأضافت براون، وهي الآن محللة سياسات الهجرة والحدود في مركز سياسة الحزبين: "لا نعرف كم من الأوكرانيين الذين يغادرون الآن سيرغبون في الحصول على إعادة توطين دائمة. يعتمد الكثير على نتيجة ما يحدث هناك الآن". 

حماية مؤقتة

في 4 مارس، أجاز الاتحاد الأوروبي توجيه حماية مؤقتة للأوكرانيين الفارين من الهجوم الروسي، حيث وافقت جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 على منحهم إقامة قصيرة الأجل ومزايا أخرى، مثل تصريح العمل.

وقررت الولايات المتّحدة في 4 مارس الحالي، أن تحذو حذو الاتّحاد الأوروبي من خلال منح الأوكرانيين الموجودين على أراضيها، وضع "الحماية المؤقتة" الذي يمنع ترحيلهم ويعطيهم الحقّ في العمل.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "إن الولايات المتحدة منفتحة على إعادة توطين الأوكرانيين الذين فروا إلى دول ثالثة إذا تعذّر حمايتهم في موقعهم الحالي"، لكنه أقرّ بأنها "ليست عملية سريعة".

إجراءات اللجوء تستغرق سنوات

وتستغرق عملية اللجوء في الولايات المتحدة، التي تتضمن مقابلات وفحوصات أمنية وفحوصات طبية وخطوات بيروقراطية أخرى، سنوات. وبموجب قانون الولايات المتحدة، يجب أن يثبت اللاجئون أن لديهم خوفًا مبررًا من الاضطهاد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين أو السياسة أو العضوية في مجموعة اجتماعية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن المركز الأميركي لمعالجة طلبات اللاجئين في كييف - الذي يعالج عادة اللاجئين المتجهين إلى الولايات المتحدة من أوراسيا - يواصل "عمليات محدودة" من تشيسيناو في مولدوفا.

الحاجة لتأشيرة دخول

وبحسب "سي بي أس نيوز"، يمكن للأوكرانيين الفارين من هجوم روسيا القدوم إلى الولايات المتحدة من خلال وسائل أخرى، لكنهم يحتاجون حاليًا إلى تأشيرة للدخول بشكل قانوني. 

وتمنح الولايات المتحدة تأشيرات مؤقتة للسياح والطلاب والمسافرين من رجال الأعمال وغيرهم من الزوار لفترات قصيرة، وتأشيرات الهجرة لأولئك المسموح لهم بالانتقال إلى الولايات المتحدة بشكل دائم لأنهم كانوا تحت رعاية أفراد الأسرة الأميركية أو أرباب العمل.

وبعد تعليق معالجة التأشيرات في أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا، أعلنت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي أنه يمكن للأوكرانيين التقدم للحصول على تأشيرة مؤقتة في أي قنصلية أميركية. كما عينت القنصلية الأميركية في فرانكفورت بألمانيا مركز معالجة لطلبات تأشيرة الهجرة الأوكرانية.

لكن طالبي التأشيرات سيواجهون فترات انتظار طويلة بسبب قدرة المعالجة المحدودة في القنصليات الأميركية وتراكم الطلبات التي تفاقمت بسبب وباء كورونا.

وقد لا يتمكنون أيضًا من إثبات أهليتهم للحصول على تأشيرات مؤقتة، لأن هذه تتطلب إثباتًا على أن المتقدمين يعتزمون العودة إلى وطنهم.

الإفراج المشروط

لكن لدى المسؤولين الأميركيين سلطة تُعرف باسم الإفراج المشروط. تسمح لهم بقبول الأجانب الذين ليس لديهم تأشيرات لأسباب إنسانية. واستخدم الإفراج المشروط العام الماضي لإعادة توطين أكثر من 70 ألف أفغاني تم إجلاؤهم بعد أن سيطرت حركة طالبان على أفغانستان.

وقالت براون: "إن الولايات المتحدة قد تستخدم الإفراج المشروط لقبول بعض الأوكرانيين المشردين، مثل أفراد عائلات المواطنين الأميركيين وحاملي البطاقة الخضراء. على عكس وضع اللاجئ، فإن الإفراج المشروط لا يضع المستفيدين على طريق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، ولكن يمكن أن يسمح لهم بالعمل بشكل قانوني".

واعتبرت براون أن عدم توسيع المسارات القانونية للأوكرانيين من شأنه أن يدفعهم لاختيار الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى تزايد أعداد المهاجرين الأوكرانيين عبر الحدود المكسيكية.  

وفرّ حوالي مليونين ونصف المليون شخص من أوكرانيا منذ بداية الهجوم الذي قادته موسكو في 24 فبراير/ شباط، فيما وسع الجيش الروسي اليوم الجمعة هجومه على البلاد.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close