الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

فرنسا.. المعارضة تواصل رفضها تشكيل أي تحالف مع ماكرون

فرنسا.. المعارضة تواصل رفضها تشكيل أي تحالف مع ماكرون

Changed

تقرير حول قدرة الرئيس ماكرون على تشكيل حكومة بعد فقدانه الأغلبية في الانتخابات التشريعية (الصورة: تويتر)
يسعى ماكرون للبحث عن تحالفات لتشكيل حكومة والخروج من الأزمة الناجمة عن خسارته الأغلبية المطلقة.

أعادت المعارضة البرلمانية الفرنسية رفضها فكرة تشكيل حكومة ائتلافية وحمّلت الخميس الرئيس إيمانويل ماكرون مسؤولية إيجاد غالبية. 

وقالت النائبة الاشتراكية العضو في التحالف اليساري فاليري رابو: "هو في مأزق وليس نحن (...) إذا بقي على مشروعه فلن تكون له أغلبية مطلقة وهو الذي سيكون في موقع صعب وسيعطل عجلة فرنسا".

وتشهد فرنسا حالة من عدم اليقين السياسي، بعد أربعة أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية، ما يجبر ماكرون الذي أعيد انتخابه أبريل/ نيسان لولاية رئاسية ثانية، على البحث عن تحالفات للخروج من الأزمة الناجمة عن خسارته الأغلبية المطلقة.

"الإقرار بوجود تصدعات"

وحصل الائتلاف الوسطي الليبرالي الذي كان يملك الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية السابقة والذي استند إليه الرئيس ماكرون طوال ولايته الأولى من خمس سنوات، على 245 مقعدًا من أصل 577، علمًا أن الغالبية المطلقة محددة بـ289 نائبًا.

وتوزعت المقاعد الأخرى في الجمعية الوطنية بشكل أساسي بين تحالف اليسار (150 مقعدًا تقريبًا) واليمين المتطرف (89) واليمين (61).

وأقر رئيس الدولة، في خطاب إلى الفرنسيين مساء الأربعاء، بوجود "تصدعات" كشفتها الانتخابات التشريعية، ودعا الطبقة السياسية إلى "تعلّم الحكم والتشريع بشكل مختلف".

وقال: "اعتزم وأنا مصمم على مراعاة إرادة التغيير التي طلبتها البلاد بوضوح"، مشيرًا إلى اتفاقيات في كل حالة على حدة بشأن النصوص التشريعية أو ائتلاف أوسع ورفض تشكيل حكومة وحدة وطنية.

رفض فكرة المهلة 

وسارعت السلطة التنفيذية الخميس إلى رفض فكرة فرض مهلة على المعارضة. وقالت المتحدثة باسم الحكومة أوليفيا غريغوار: "ليس هناك مهلة محددة أو مسألة 48 ساعة" نافية أن يكون ماكرون مارس ضغوطًا على المعارضة.

لكن المعارضة من اليسار واليمين انتقدت خطابه ورفضت تشكيل حكومة ائتلافية.

وقال عضو مجلس الشيوخ عن الجمهوريين (يمين) برونو ريتاييو: "بالطبع الائتلاف مرفوض فقد تم انتخاب نوابنا بتفويض واضح من قبل ناخبيهم والقاضي بالبقاء في صفوف المعارضة".

ورأت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن أن ماكرون "لم يفهم ما حدث" في الانتخابات التشريعية من خلال مطالبة أحزاب المعارضة بـ "اتخاذ الخطوة الأولى" للتوصل إلى تسوية. واكدت أن "على الأغلبية أن تتخذ الخطوة الأولى لتعديل مشروعها".

وأكدت غريغوار أن "الحوار" مع المعارضة "بدأ لعدة أيام وربما عدة أسابيع" موضحة أن ماكرون "قد يلتقي رؤساء القوى السياسية مرة أخرى وسيتناقش معهم ويصغي إليهم".

"بلد غير معتاد على التحالفات"

ويعيد الوضع الجديد في البرلمان خلط الأوراق في بلد غير معتاد على التحالفات خلافًا لما يحصل في دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا.

ويقول مدير عام إيفوب فريديريك دابي: "نرى جيدًا أن التحالف ممكن فقط مع حزب واحد: الجمهوريون" أي اليمين.

ويضيف: "لكن هناك أيضًا عدة خطوط في حزب الجمهوريين تجعل الأمور غير مواتية لسيناريو على النمط الألماني حيث استلزم الامر ثلاثة أشهر من المفاوضات للوصول إلى الحكومة الحالية"، مشيرًا إلى أن تعثرًا في الجمعية العامة قد ينقلب على الرئيس.

ودعوة ماكرون موجهة أساسًا إلى اليمين واليسار المعتدلين، مع استبعاد تقارب أوسع مع اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن أو اليسار المتطرف لجان لوك ميلانشون.

والخميس انتخبت لوبن التي واجهت ماكرون في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في أبريل، رئيسة تكتل التجمع الوطني في الجمعية الوطنية. وقد عيّنها 89 نائبًا من حزبها الذي لم يكن بهذه الأهمية من قبل، وهو دليل على الشرعية التدريجية لليمين المتطرف في فرنسا بالتزكية وليس برفع الأيدي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close