أعلنت منظمة اليونيسكو فوز ثمانية مهندسين معماريين مصريين بمسابقة دولية لإعادة بناء مجمع جامع النوري التاريخي في الموصل بالعراق.
وكشفت عبر موقعها الإلكتروني أن لجنة تحكيم دولية اختارت التصميم الذي قدمه ثمانية مهندسين معماريين مصريين للفوز بالمسابقة التي كانت جزءًا من مشروع اليونسكو لـ"إحياء روح الموصل".
ويرمي المشروع إلى إعادة تأهيل المدينة القديمة التي دمرها تنظيم "داعش".
أما المشروع الرابح في المسابقة التي انطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بالتنسيق مع وزارة الثقافة العراقية وديوان الوقف السني العراقي، فيُدعى "حوار الأروقة".
واُختير المشروع من بين 123 تصميمًا مشاركًا من مختلف أنحاء العالم.
وعقب الفوز، نشر الفريق المصري بيانًا رسميًا ذكر فيه: "عمل فريقنا بشغف كبير من أجل تقديم مشروع يحقق في المقام الأول، غاية التلاحم الاجتماعي وإحياء روح الموقع بشتى تفاصيلها، ونتطلع بشوق إلى استكمال التصميم، والمساعدة على إحياء روح مدينة الموصل القديمة".
ويترأس هذا الفريق صلاح الدين سمير هريدي، ويشارك فيه كل من خالد فريد الديب، وشريف فرج إبراهيم، وطارق علي محمد، ونهى منصور ريان، وهاجر عبد الغني جاد، ومحمد سعد جمال ويسرى محمد البهاء.
نُهنّئ صلاح هريدي وفريقه من #مصر على فوز تصميمهم في مسابقة اليونسكو المعمارية لإعادة بناء مجمع جامع النوري في #الموصل يقع مشروع "حوار الأروقة" في صميم مبادرة #إحياء_روح_الموصل بوصفها واحة سلام بالنسبة إلى جميع أهالي المدينة.https://t.co/uKQX9MszFG pic.twitter.com/OGwnGPTXiO
— اليونسكو (@UNESCOarabic) April 15, 2021
وتفوّق الفريق المصري على مشاريع منافسة من الهند، وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك على فريق من المهندسين المعماريّين من كل من الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وتركيا ولبنان.
وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي: "إعادة إعمار مجمع جامع النوري، وهو أحد المعالم التاريخيّة المُتأصّلة في نسيج مدينة الموصل وتاريخها، ستترك بصمة بارزة ضمن الجهود المبذولة للدفع بعجلة تحقيق المصالحة والتلاحم الاجتماعي في المدينة التي مزقت الحرب أوصالها".
الجامع ضحية النزاعات المسلحة
وتضرّر المسجد الذي بُنِي في القرن الثاني عشر، بشكل كبير خلال المعارك مع تنظيم "داعش" الذي كان يحتل الموصل. ويعتبر هذا المسجد ومئذنته الحدباء من أشهر المعالم في محافظة نينوى العراقية، وقد اكتمل بناؤه بين عامي 1172 و1173.
ويحتل المسجد موقعًا استراتيجيًا وسط المدينة، ما دفع على الأغلب زعيم "داعش" حينها أبو بكر البغدادي لاستغلال ذلك، حيث صعد في 14 يونيو/ حزيران عام 2014، إلى منبر الجامع ليلقي خطبة في ظهوره العلني الأول، أعلن فيها نفسه "خليفة المسلمين".
وفي العام 2017، دُمّر جامع النوري الكبير خلال عمليات التخريب التي لحقت بالموصل أثناء المواجهة مع القوات العراقية وتنظيم "داعش" حينها.
وستسترجع قاعة الصلاة الهيئة التي كانت عليها قبل تدمير الجامع، ولكن مع إدخال تحسينات ملحوظة عليها، وذلك لجهة استغلال الإضاءة الطبيعية وإيجاد أماكن واسعة مخصصة للنساء ولكبار الشخصيات، بحيث تتصل بالقاعة الرئيسية من خلال مساحة مفتوحة نصف مغطاة، يمكن استخدامها مكانًا مفتوحًا للصلاة، وفق ما ذكرت الـ"يونيسكو".