يصف الخطاط السوري اللاجئ في فرنسا ياسر الغربي لوحاته على أنها "نوافذ على ثقافتنا العربية تطل على حدائقنا النضرة وليست مجرد لوحات فنية لنجعل الآخر يرى أفضل ما فينا".
فإبداعات الفنان الغربي الفنية كما يصفها الزوار معلقة في معرض "صلة وصل"، الذي أقامته مدينة سوريسن بضواحي باريس، وذلك لتشجيع المجتمع على استضافة لاجئين أكثر.
وتقول منظمة المعرض كارول غيرومو لـ"العربي": إن "ياسر الغربي لاجئ سوري أراد إيصال رسالة لنا، رسالة انفتاح على العالم، ونحن جميعًا إخوة ومتضامنون وهذا هدف معرضنا".
ويؤكد الغربي أن الفن وحده قادر على تبديد الحدود وكسر القوالب الجامدة والأحكام المسبقة عن اللاجئين، لذلك يرى أن معرضه يحمل في الأساس بعدًا إنسانيًا عميقًا.
فالمزج الثقافي الفني أحد أدوات الغرب الواضحة في لوحاته، إذ استعمل في إحداها الزجاج المعشق الكنائسي الأوروبي وجسّده بخطوط عربية، وهكذا باتت اللوحات مكتملة فيها فن غربي وروح عربية.
ردود إيجابية
ويشرح الغربي في حديث إلى "العربي" من مدينة تروا الفرنسية أن المجتمع الفرنسي بالمجمل هو مجتمع حاضن من جميع النواحي، مشيرًا إلى أن مدينة سوريسن على ما يبدو كان لديها بعض التحفظات، حيث يقول: "لذلك حاولت من خلال الفن الذي يمثل الثقافة العربية القيام بدوري".
ويلفت إلى أن الفعالية حققت أهدافها وكان لها تأثير، وأنه لمس ذلك من خلال المعرض الذي نظم على مدار 3 أيام، مشيرًا إلى أن أهل المدينة أنفسهم شجعوا الآخر على تقديم نفسه بالشكل الذي يريد.
ويكشف أن ردود الفعل حول الفعالية كانت إيجابية جدًا من زوار المعرض، إذ إن 90% من الحضور كانوا فرنسيين.
ويتمنى الغربي أن ينظم المعرض في مدن أخرى ترفض اللاجئين السوريين، معتبرًا الفن سلاحًا ناجحًا يساهم في نشر الثقافة، والفن، والحرف العربي، ويعمل على تشجيع الآخرين.
