السبت 4 مايو / مايو 2024

فيتو روسي-صيني ضد مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية

فيتو روسي-صيني ضد مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية

Changed

نافذة إخبارية (مايو الماضي) حول تجربة صاروخية جديدة لبيونغ يانغ (الصورة: غيتي)
بموجب إجراء جديد تمّ تبنيه مؤخرًا بمبادرة من ليشتنشتاين، يفترض أن توضح الصين وروسيا قريبًا للجمعية العامة للأمم المتحدة سبب استخدامهما حق النقض

كما كان متوقعًا، استخدمت الصين وروسيا حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الخميس، ضدّ مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخ بالستية، ما يعكس بشكل واضح انقسام هذه الهيئة الدولية والذي يمكن أن تستفيد منه بيونغيانغ.

وصوّتت الدول الـ13 الأخرى الأعضاء لصالح المشروع الذي نصّ على خفض واردات بيونغيانغ من النفط الخام والمكرّر، وحظر صادراتها من الفحم، وساعات اليد والحائط، وأيّ بيع أو نقل للتبغ إلى بيونغيانغ. كما يهدف إلى تعزيز مكافحة الأنشطة الإلكترونية لكوريا الشمالية.

وبموجب إجراء جديد تمّ تبنيه مؤخرًا بمبادرة من ليشتنشتاين، يفترض أن توضح الصين وروسيا قريبًا للجمعية العامة للأمم المتحدة سبب استخدامهما حق النقض.

واشنطن تبرّر

وفي الكواليس، عبّر عدد من حلفاء واشنطن عن أسفهم لإصرارها على إجراء تصويت، مع علمها بأنّ الصين وروسيا ستستخدمان الفيتو ضدّ مشروع القرار.

لكن الأميركيين اعتبروا أنّه "كان من الأسوأ عدم فعل أيّ شيء"، وأنّ "السماح باستمرار تجارب" كوريا الشمالية "دون ردّ فعل" سيكون "أسوأ من سيناريو قيام دولتين بمنع القرار"، وفق ما أفاد سفير طلب عدم كشف هويته.

وفي تبريرها للخطوة الأميركية، أشارت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إلى أنه منذ 2017، حين تبنّى مجلس الأمن بالإجماع ثلاث مجموعات من العقوبات القاسية، "لم يؤد ضبط النفس والصمت من قبل المجلس إلى إزالة التهديد ولا حتى إلى خفضه".

وأضافت السفيرة الأميركية: "بل بالعكس، شكّل جمود المجلس تشجيعًا لكوريا الشمالية".

وقبل التصويت على المشروع، اعتبرت غرينفيلد أنّ إطلاق الصواريخ البالستية بما فيها العابرة للقارات يمثّل "تهديدًا للسلم والأمن للمجتمع الدولي بأسره".

الصين ترفض تحويل آسيا إلى ساحة معركة

من جهته، وخلال نقاش متوتر مع الدبلوماسية الأميركية، اتهم السفير الصيني تشانغ جون الولايات المتحدة بأنها سعت إلى "الفشل" وإلى "إبعاد المجلس عن الحوار والمصالحة". وقال: إن "عقدة المشكلة هي معرفة إذا كانوا يريدون استخدام ملف شبه الجزيرة الكورية لإستراتيجيتهم المزعومة في المحيطين الهندي والهادئ".

وأكد السفير الصيني للصحافيين، رفض بكين "التام" لأي "محاولة لجعل آسيا ساحة معركة أو لإثارة مواجهات أو توتر فيها"، داعيًا إلى "تجنّب أي خطوة استفزازية"، ومطالبًا الولايات المتحدة "باستئناف الحوار مع كوريا الشمالية".

بدوره، اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة بتجاهل دعوات بيونغيانغ إلى وضع حد "لأنشطتها العدائية"، مضيفًا: "زملاؤنا الأميركيون والغربيون، لا يملكون على ما يبدو أي ردّ على أوضاع الأزمات سوى فرض عقوبات جديدة".

مخاوف من تجربة نووية

ويخشى دبلوماسيون أنّه بعد رفض المشروع والانقسام الواضح لمجلس الأمن الدولي بشأن ملف كوريا الشمالية، قد تجد الهيئة الأممية صعوبة في الإبقاء على الضغط لتطبيق العقوبات الأخيرة التي فرضتها على بيونغيانغ عام 2017.

وحينها، أظهر المجلس وحدة في الردّ على تجارب نووية وصاروخية أجرتها كوريا الشمالية، حيث أقرّ ثلاث حزم عقوبات اقتصادية عليها في مجالات النفط، والفحم، والحديد، وصيد الأسماك، والمنسوجات.

وطوّرت كوريا الشمالية أسلحة بالستية، كما تمتلك عددًا من القنابل الذريّة، لكنها لم تنجح بعد، حسب دبلوماسيين، في الجمع بين التقنيتين وتطوير صاروخ برأس نووي.

وأجرت كوريا الشمالية هذا الأسبوع عددًا من تجارب إطلاق الصواريخ بما في ذلك أكبر صاروخ بالستي عابر للقارات تملكه على الأرجح، بعد وقت قصير من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى آسيا.

وأعربت بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية عن مخاوف من أن تجري كوريا الشمالية تجربة نووية سابعة، أُعلن أنها وشيكة وستكون الأولى منذ خمس سنوات.

وعبر السفير الفرنسي في الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير عن أسفه "العميق" لتصويت "يشير إلى انقسام المجلس"، معتبرًا أن استخدام موسكو وبكين الفيتو "يعني حماية النظام الكوري الشمالي وإطلاق يده لمزيد من نشر" الأسلحة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close