الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

في قرار مفاجئ.. رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن تتقدم باستقالتها

في قرار مفاجئ.. رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن تتقدم باستقالتها

Changed

تقرير سابق لـ"العربي" عن سيرة جاسيندا أرديرن (الصورة: غيتي)
صدمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية الشارع المحلي بعدما أعلنت عزمها التنحي بعد أكثر من 5 سنوات على توليها المنصب، في مفاجأة قد تنعكس على حزب العمال.

أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، اليوم الخميس، أنها لم تعد قادرة على مواصلة قيادة البلاد، وستتنحى في موعد أقصاه أوائل فبراير/ شباط المقبل ولن تسعى لإعادة انتخابها.

ويشكل إعلان السيدة ذات الـ42 عامًا صدمة في الشارع المحلي، إذ قالت أرديرن في مؤتمر صحافي غير رسمي لحزب العمال، وهي تغالب دموعها إن الأعوام الخمسة والنصف التي أمضتها في رئاسة الوزراء كانت صعبة، وإنها مجرد بشر وتحتاج إلى التنحي.

وأضافت: "هذا الصيف كنت آمل أن أجد طريقة للاستعداد ليس فقط لعام آخر بل لولاية أخرى، لأن هذا هو ما يتطلبه هذا العام. لكن لم أتمكن من ذلك".

"الساسة بشر"

ومن المقرر التصويت لاختيار زعيم جديد لحزب العمال الحاكم يوم الأحد. وسيتولى زعيم الحزب رئاسة الوزراء حتى الانتخابات العامة المقبلة. وتنتهى ولاية أرديرن فى موعد أقصاه 7 فبراير/ شباط وستُجرى الانتخابات العامة يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول.

وقالت أرديرن: "أعلم أنه سيكون هناك الكثير من النقاش في أعقاب هذا القرار حول ما يسمى بالسبب الحقيقي، الجانب الوحيد المثير للاهتمام الذي ستجدونه هو أنني، وبعد المرور بست سنوات من التحديات الكبيرة، بشر، والساسة بشر. فنحن نقدم كل ما في وسعنا، لأطول فترة ممكنة، ثم يحين الوقت. وبالنسبة لي، لقد حان الوقت".

الأصغر في العالم

أرديرن التي ظهرت على الساحة الدولية في عام 2017 عندما أصبحت أصغر رئيسة حكومة في العالم في سن 37، توقعت أمس فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة. وأعلن نائبها غرانت روبرتسون، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، في بيان أنه لن يسعى لتولي منصب زعيم حزب العمال.

وقالت أرديرن إنها لم تقرر التنحي بسبب صعوبة الوظيفة، وإنما لأنها تعتقد أن آخرين يمكنهم القيام بعمل أفضل، كما أنها لطالما أخبرت ابنتها بأنها تتطلع إلى أن تكون بجانبها عندما بدأت المدرسة هذا العام.

وكانت أرديرن قد أطلقت بشغف حملة من أجل حقوق المرأة ووضع حد لفقر الأطفال، وعدم المساواة الاقتصادية في البلاد.

وبعد ثمانية أشهر من توليها رئاسة الوزراء، أصبحت ثاني زعيمة منتخبة تلد أثناء توليها المنصب، بعد رئيسة الوزراء الباكستانية بنازير بوتو. واعتبرها الكثيرون جزءًا من موجة من القيادات النسائية صاحبات النهج التقدمي، مثل رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين.

صعود وتراجع

وترسخ أسلوبها القيادي المتعاطف من خلال رد فعلها على إطلاق النار في مسجدين في كرايستشيرش في عام 2019، والذي أسفر عن مقتل 51 شخصًا وإصابة 40.

وسرعان ما وصفت أرديرن الهجوم بأنه "إرهابي" وارتدت الحجاب عندما التقت بالجالية المسلمة في اليوم التالي، وقالت لهم إن البلد بأكمله "متحد في الحزن". وقطعت وعدًا بإصلاح رئيسي لقانون الأسلحة وأوفت به في غضون شهر.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الخميس: "لقد أوضحت جاسيندا أرديرن للعالم كيفية القيادة بذكاء وقوة. لقد أثبتت أن التعاطف والبصيرة صفات قيادية قوية".

ونالت أرديرن استحسانًا من الأطياف السياسية كافة لطريقة تعاملها مع جائحة كوفيد-19، إذ شهدت البلاد إجراءات من بين الأكثر صرامة في العالم، لكنها أسفرت أيضًا عن واحد من أقل معدلات الوفيات.

لكن العام المنصرم حمل الكثير من المطبات للسيدة الحاكمة، فتضاءلت شعبيتها مع زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته في 30 عامًا تقريبًا وارتفعت معدلات الجريمة، وأصبحت البلاد منقسمة سياسيًا بشكل متزايد حول قضايا مثل إصلاح حكومي للبنية التحتية للمياه وبرنامج للانبعاثات الزراعية. 

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close