الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

في مصر.. مبادرة نسائية لمنع اندثار فنّ الزار "الشافي"

في مصر.. مبادرة نسائية لمنع اندثار فنّ الزار "الشافي"

Changed

شباك ثقافي حول فن الزار مع الناقد الموسيقي المصري مدحت صفوت (الصورة: غيتي)
يعد الزار إرثًا موسيقيًا شعبيًا تتوارثه الأجيال شفويًا وعرف منذ آلاف السنين في السودان وإثيوبيا قبل أن يستقر بمنطقة الصعيد في مصر.

تقوم فرقة موسيقية نسائية تُسمى "مزاهر" بالعمل على الحفاظ على فن الزار الذي يشبه الموسيقى الصوفية الروحانية، وإبقائه حيًا في مصر، مستلهمة أعمالها من الموسيقى التي تنحدر من جنوبي مصر والسودان.

ومن بين الفنانات المشاركات في هذه المبادرة الفنية برزت أم سامح التي بدأت تغني وهي في سن الـ13، وتقول: "الناس تقبلني وتكون سعيدة بسماعي.. هناك عدد كبير من الناس يحبون سماعنا باستمرار وهناك فئة تتعرف على الزار لأول مرة من خلالنا".

وتتابع السيدة البالغة من العمر 72 عامًا: "الزار فن جميل جدًا والناس تحبه في الداخل والخارج"، متمسكةً بأن السمعة السيئة التي التصقت به حيث وصف بأنه "نوع من البدع الطاردة للجن" ما هي إلا خرافات لا علاقة لها بجوهره. 

وورثت أم سامح حبها لفن الزار من أمها التي كانت قائدة فرقة قبل أن تحل مكانها بعد أن تقدم بها العمر، وتشرح أم سامح كيف كانت تذهب مع والدتها لحضور الدروس وتعلم هذا الفن مع والدتها.

وتتابع أنها مع العدد الصغير من النساء المنخرطات في هذا المجال، طوّرن الزار وأضفن عليه بعض الأمور لجعله يتلاءم مع هذا العصر أكثر كإدخال آلات الأرغول والدرمز، لتندمج الزار مع الموسيقى العربية الجميلة.

أما الزار فهو عبارة عن إرث موسيقي شعبي تتوارثه الأجيال شفويًا وعرف منذ آلاف السنين في السودان وإثيوبيا قبل أن يستقر بمنطقة الصعيد في مصر.

ويهدف هذا الفن إلى أن يكون شكلًا من أشكال "التداوي" بالموسيقى حيث كان يعتقد سابقًا أنه "طريقة لطرد الأرواح الشريرة"، بينما تكشف أم سامح أن الزار "ليس مكتوبًا وليس له نوتات.. ووصل إلينا بهذا الشكل من الجدود".

لكنها في الوقت عينه تشدّد على أنه لا يرتبط بالأرواح والجن كما يروّج له، مردفةً: "إنه حالة تشبه الموسيقى الروحانية وفي القدم كان الناس يحبون الزار ويستخدمونه ليخرجوا الطاقة الجميلة من داخلهم تمامًا مثل تأثير أغنية جميلة على الشخص".

بدوره يقول الناقد الموسيقي والباحث في تحليل الخطابات مدحت صفوت لـ"العربي"، إن تاريخ ممارسة الزار يعرف بالتراث الشعبي العربي بـ"الطقسية"، والتي أنتجها الشعب نفسه للتعبير عن أبعاد نفسية وفكرية واجتماعية.

ويضيف: "هذا الفن فيه ما يسمى بالتخريج أو الرقية الشعبية لإخراج العين الشريرة من الشخص المصاب بها، وهذا ما يعرف باسم الدراما الطقسية"، مشيرًا إلى أن بعض الأفلام والمسلسلات عملت على تشويه صورته وتكريسه على أنه "بدع لإخراج الجن".

وأم سامح ومثيلاتها القلائل يحاولن الحفاظ على هذا الإرث الشعبي وترسيخه لدى الأجيال المقبلة، عبر تأدية العروض بشكل منتظم في المركز المصري للثقافة والفنون في القاهرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close