الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

قبيل احتجاجات منددة بالحكم العسكري.. انتشار أمني كثيف في الخرطوم

قبيل احتجاجات منددة بالحكم العسكري.. انتشار أمني كثيف في الخرطوم

Changed

نافذة إخبارية لمراسل "العربي" حول اشتباكات بين قبيلتين في النيل الأزرق أودت بحياة عشرات القتلى والجرحى (الصورة: وسائل التواصل)
انتشرت قوات الأمن في الخرطوم ووضعت كتلًا خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، ولسد الطرق الرئيسة المؤدية إلى مقر الجيش، المكان المعتاد للتظاهرات.

انتشرت قوات الأمن السودانية في شوارع العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، استباقًا لمظاهرات دعا إليها نشطاء معارضون للسلطة التي نصّبها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بعد انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".

وانتشرت القوات العسكرية في العاصمة صباح الأحد. كما أفاد صحافيون بأن العناصر وضعوا كتلًا خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، ولسدّ الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر الجيش، المكان المعتاد للتظاهرات.

وأفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت الأحد في منطقة الروصيرص، التي كانت بؤرة عنفٍ السبت.

ويعد يوم التعبئة هذا اختبارًا للجبهة المناهضة للجيش التي أطلقت مواجهة مع السلطة في أوائل يوليو/ تموز، غداة أشدّ أيام القمع دموية حين قُتل تسعة متظاهرين في 30 يونيو/ حزيران. وتلا ذلك بدء اعتصامات تعهدت الجبهة أنها ستكون غير محدودة.

واستؤنفت التجمّعات في عطلة عيد الأضحى الأسبوع الماضي، فيما يتطلّع النشطاء إلى إعادة إطلاق حراكهم الأحد. 

عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات قبلية

ويضع هؤلاء في مقدمّة شعاراتهم ولاية النيل الأزرق حيث خلّف صراع قبلي 33 قتيلًا و108 جرحى منذ بداية الأسبوع، بحسب وزارة الصحة.

وكانت لجنة الأمن بالولاية أكدت في بيان ليل الجمعة السبت أن الاشتباكات جرت بين قبيلتي البرتي والهوسا في مناطق قيسان والرصيرص وبكوري وأم درفا وقنيص بولاية النيل الأزرق.

وأفاد مراسل "العربي" السبت بأنه تم إعلان حالة الطوارئ بالنيل الأزرق وبحظر التجوال من الساعة 18:00 وحتى 6:00 صباحًا في مدينتي الروصيرص والدمازين، بالإضافة إلى منع التجمعات.

ويرى مناهضو الانقلاب أن مفتاح حل المشكلة موجود في أيدي الجنرالات وحلفائهم المتمرّدين السابقين الخرطوم، الذين يُتّهمون بمفاقمة التوترات العرقية والقبلية لتحقيق مكاسب شخصية.

"تعتيم إعلامي"

وفي بيان السبت، طالبت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيدة للديمقراطية "وزارة الصحة الاتحادية بالتدخل العاجل وضرورة فتح جسر جوي مع الولاية لتلبية معينات العمل وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات علاجية متقدمة".

وكانت اللجنة أشارت في بيان الجمعة إلى أن "هذه الأحداث المؤسفة وقعت وسط صمتٍ مريب وتعتيم إعلامي من قبل حكومة ولاية النيل الأزرق، وعجز تام عن القيام بواجبها القانوني ومسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه المواطنين".

وكان النزاع الأهلي تجدد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في 2011. وقد تضرر بسببه نحو مليون شخص بعد تاريخ طويل من القتال بين 1983 و2005.

ومنذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين في السلطة في 25 أكتوبر، تشهد بعض مناطق السودان، وعلى رأسها إقليم دارفور، نوعًا من الفراغ الأمني خصوصًا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.

ويشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 20 مليونًا من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة انعدام الأمن الغذائي، وأكثرهم معاناة 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close