الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

قتلى وجرحى.. "تمرّد" داخل طالبان لأسباب عرقية

قتلى وجرحى.. "تمرّد" داخل طالبان لأسباب عرقية

Changed

مقاتلون أفغان مناهضون لطالبان في فارياب
مقاتلون أفغان مناهضون لطالبان في فارياب (غيتي - أرشيفية)
وقعت اشتباكات بين عناصر من الحركة ومقاتلين من الأوزبك في إقليم فارياب، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين.

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن حركة "طالبان" تسعى للسيطرة على حالة تمرّد يقوم بها مقاتلون من الأقليات العرقية داخل صفوفها خاصّة في الأقاليم الشمالية من أفغانستان، في مؤشر إلى تآكل العلاقات داخل التحالف الذي أقامته الجماعة التي سيطرت على البلاد في أغسطس/ آب الماضي.

ووقعت اشتباكات بين عناصر من الحركة ومقاتلين من الأوزبك في إقليم فارياب، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين.

انقسامات عرقية

وتُعتبر الانقسامات العرقية عميقة في أفغانستان، وكانت أحد المحرّكات الرئيسة لعقود من الحرب في البلاد.

ويعارض الأوزبك والطاجيك، وغيرهم من الأقليات العرقية في الأقاليم الشمالية، حركة "طالبان" التي يُسيطر البشتون عليها. ومع ذلك، انضم بعض أعضاء الجماعات العرقية الشمالية إلى الحركة، ولعبوا دورًا مهمًا في سيطرتها على البلاد العام الماضي.

واعتبر تميم آسي، رئيس المعهد الأفغاني لدراسات الحرب والسلام، أنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ما حدث في إقليم فارياب سيكون كرة الثلج التي ستتردّد صداها عبر صفوف حركة طالبان غير البشتونية في شمال أفغانستان ووسطها وغربها".

وبعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة العام الماضي، وسيطرة طالبان على أفغانستان، تواصل قياديو الحركة مع الأقليات العرقية، لتشكيل حكومة شاملة.

وفي 7 سبتمبر/ أيلول الماضي، شكّلت طالبان حكومة حكومتها، وضمّت أعضاء معظمهم من القومية البشتونية ومن لونٍ طالباني واحد.

ودفع هذا الواقع بالمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة وبالتالي عدم الإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة في المصارف العالمية، والمطالبة بأخرى تشمل كافة أطياف المجتمع الأفغاني، إضافة إلى إعطاء المرأة حقوقها.

اعتقال قائد أوزبكي بارز

واندلعت الاضطرابات في فارياب مع اعتقال "طالبان" مخدوم عليم، أحد قادتها البارزين، وهو أوزبكي قاد المعارك في مقاطعتي فارياب وجوزجان، بسبب مزاعم بالسرقة. وأقرّت الحركة باعتقال عليم، لكنّها لم تعلن رسميًا عن التهم الموجّهة له.

وأدى اعتقال عليم إلى تمرد أوسع نطاقًا، أشعله ما وصفه الأوزبكيون المحليون بأنه تمييز من جانب البشتون.

وأُغلقت، أمس الجمعة، الشوارع المؤدية إلى المكاتب الحكومية في مدينة ميمنه، عاصمة إقليم فارياب، كما استعادت القوات الخاصة التابعة لطالبان السيطرة على مكتب حاكم الإقليم.

وقال أحد سكان الإقليم للصحيفة: "جميع المحلات التجارية والبازارات مغلقة. من المحتمل أن يحدث شيء سيء في أي لحظة. الأمر أكبر من مجرد انقسام عرقي داخل طالبان".

محاولتا اغتيال

وتعرض العضو الأوزبكي البارز في طالبان صلاح الدين أيوبي لمحاولة اغتيال مرتين أثناء ذهابه إلى إقليم فارياب للتوسط لحلّ الأزمة.

في المقابل، رفض شويب راسالات، القائد الأوزبكي في حركة طالبان في محافظة جوزجان المجاورة، أن يكون اعتقال عليم جاء بسبب خلفيته العرقية"، مشيرًا إلى أن كل حكومات العالم تحقّق مع مسؤوليها.

وقال: "يتمّ إساءة استخدام القضية، وتحويلها إلى أزمة عرقية. ونحن الأوزبك نتمتّع بحقوقنا تحت حكم طالبان، لا بل نحن سعداء بوجودها".

بدوره، قال المتحدث باسم "طالبان" إنعام الله سمنغاني إن "مؤيدي الديمقراطية يستخدمون الانقسامات العرقية لتفريق المجتمع الأفغاني".

نشأة حركة طالبان

ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، وبعد 20 عامًا على أطول حرب خاضتها واشنطن في تاريخها، مع وعود بالقضاء على طالبان، عادت الحركة إلى حكم أفغانستان مرة أخرى.

وإذا كان مقاتلوها اختفوا لأشهر بين القرى والجبال الأفغانية، بعد انهيار نظام الحكم في كابُل، أمام ضربات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وتحالف قوات الشمال المؤلف من أمراء الحرب السابقين المعارضين للحركة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2001. إلا أن الحركة لم تمت.

وما بين صعود أول ثم اندحار، ورحلة من الكهوف إلى القصر الرئاسي، مرت الحركة في محطات عدة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close