Skip to main content

"قدّم شكوى معنا".. حملة تطالب الصين ومنظمة الصحة بتعويضات عن كوفيد-19

الأحد 2 يناير 2022
يحاول محامٍ في المكسيك مقاضاة الصين عبر سفارتها في مكسيكو

يطالب خايمي ميتشاوس ومئات الأشخاص الذين أُصيبوا بفيروس كورونا في المكسيك ودول أخرى منظمة الصحة العالمية والصين بتعويضات مالية، لكن من دون أمل كبير في كسب القضية. 

وانضم المتقاعد البالغ من العمر 63 عامًا إلى الحملة، التي أطلقها مكتب محاماة أرجنتيني يحلم بأن تدفع منظمة الصحة العالمية وبكين تعويضات تبلغ عشرات الآلاف من الدولارات للأسر المتضرّرة من الوباء، الذي بدأ قبل عامين في مدينة ووهان الصينية.

فرص نجاح ضئيلة

وتُعد فرص نجاح الدعوى ضئيلة، لكن الأمر لم يكن سهلًا على ميتشاوس، الذي توفيت ابنته بكوفيد في 23 يوليو/ تموز عن 25 عامًا، تاركةً ابنة لها تبلغ من العمر بضعة أشهر.

وقال الأب المفجوع لوكالة "فرانس برس": "لدي مشاعر مختلطة لأن الأمر يبدو وكأنني أريد التربّح من وفاة ابنتي". واعتبر أن "فرصة كسب القضية لا تتجاوز 50%". 

وأضاف أن "أي أموال لن تُعيد ابنتي لي، لكنني أفعل ذلك من أجل مستقبل حفيدتي".

وانضمت إلى مبادرة مكتب المحاماة في بوينوس آيرس أيضًا عاملة في محطة للوقود في مكسيكو، تعاني من آثار ما بعد كوفيد-19.

وأشارت، طالبة عدم كشف اسمها، إلى أن عمرها 35 سنة وتعاني من رنين في أذنَيها. كما توضح أن بصرها مشوّش، ويجب عليها استخدام النظارات. 

"أنت تستحق التعويض"

وقال مكتب بوبلافسكي للمحاماة على موقعه الإلكتروني: "هل أصبت أو أنت مصاب حاليًا أو أحد أقاربك أُصيب بكوفيد-19؟ أنت تستحق التعويض. قدم شكوى معنا". 

وأكد المكتب أنه يمثل "عمليًا ألف ضحية في الأرجنتين والولايات المتحدة والإكوادور وإسبانيا وإيطاليا".

ووعد موكّليه بتعويضات اقتصادية تبلغ "مئتي ألف دولار إذا أصيب بالمرض وكانت الآثار كبيرة و800 ألف دولار للوفاة"، كما ذكرت المحامية دينيس غونزاليس ممثلة مكتب المحاماة في المكسيك لوكالة "فرانس برس".

وأشار المكتب إلى أنه لا يطلب أي رسوم من موكليه، موضحًا أنه سيغطّي أتعابه من نسبة مئوية تُقطع من التعويضات الافتراضية. 

وشرح مكتب المحاماة الدولي "بوبلافسكي" أنه يقدم طلبات التعويضات إلى "الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ضد جمهورية الصين الشعبية ومنظمة الصحة العالمية، بشأن جنح انتهاكات للإعلان العالمي لحقوق الإنسان".

وأوضح أن العملية يمكن أن تستغرق خمس سنوات على الأقل.

"مشكلة تتعلق بالمصداقية"

ولفتت مارليك ريوس نافا، الخبيرة في القانون الدولي في جامعة المكسيك المستقلة، إلى أن "الناس يعلمون أن الأمر لن ينجح"، موضحة أن الأمم المتحدة تتعامل مع شكاوى واردة من دول وليس من أفراد. 

وبعد عامين على ظهور الإصابات الأولى، تنفي منظمة الصحة العالمية أن تكون قد تأخرت في بداية الوباء في إعلانها حالة "طوارئ للصحة العامة على نطاق دولي" في 30 يناير/ كانون الثاني 2020، ثم حالة وباء في 11 مارس/ آذار من العام ذاته.

وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، أن "نظام الطوارئ الصحي لمنظمة الصحة العالمية بدأ على الفور". 

وخلال 2021، طلب رئيس منظمة الصحة العالمية إجراء تحقيقات إضافية في نظرية تفيد بأن الفيروس قد يكون تسرّب من مختبر في معهد ووهان لعلم الفيروسات. لكن بكين رفضت هذه الفرضية باستمرار.

ويحاول المحامي فرناندو مارتينيز دي فيلاسكو في المكسيك مقاضاة الصين عبر سفارتها في مكسيكو. لكنه لم يجمع حتى الآن ثلاثين توقيعًا تشكل الحد الأدنى اللازم لإطلاق هذا الإجراء. 

وقال دي فيلاسكو: "اعتقدت أن الناس سينتظرون في صفوف لتقديم شكوى، لكن الغريب جدًا أن هذا الأمر لم يحدث". 

وأضاف: "أعتقد أنها مشكلة تتعلق بالمصداقية"، معترفًا بأن فرص نجاح أي تحرك ضئيلة.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة