برأت هيئة محلفين في تكساس، أمس الأربعاء، كبير الطيارين الفنيين السابق في شركة بوينغ من تهمة خداع جهات تنظيمية اتحادية مسؤولة عن تقييم الطراز 737 ماكس، وخسارة للحكومة الفيدرالية في قضيتها الجنائية الوحيدة ضد فرد، على خلفية تحطم طائرتَين من هذا الطراز في حادثين أوديا بحياة 346 شخصًا.
فقد وجه الاتهام إلى مارك فوركنر الطيار السابق في بوينغ في أكتوبر/ تشرين الأول بتضليل الجهات التنظيمية الأميركية فيما يتعلق بنظام مهم للتحكم في الطيران.
كما اتهم فوركنر بالاحتيال على شركات طيران تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا ومن عملاء بوينغ للحصول على عشرات الملايين لصالح الشركة، وذلك بحجب معلومات بينما كانوا يتخذون قرارات شراء.
واتهمت الحكومة فوركنر بخداع إدارة الطيران الاتحادية خلال تقييمها لطائرات بوينغ 737 ماكس التي حصلت على رخصة الإدارة في 2017.
بعد كارثتين جويتين أودتا بحياة المئات.. شركة بوينغ الأميركية تعترف بوجود خلل في برنامج تشغيل طائرات 737 pic.twitter.com/YdNXSXbcIe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 19, 2019
لكن فوركنر، الذي كان يواجه السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا لكل تهمة من الأربع الموجهة له، أصر على براءته واتهم ممثلي الادعاء باستخدامه كبش فداء عند انطلاق محاكمته القصيرة في تكساس يوم الجمعة الفائت.
وعقب صدور الحكم، رفض الطيار التقني البالغ من العمر 50 عامًا التعليق للصحافة، بينما أصدر محاميه ديفيد غيرغر بيانًا قال فيه: "كان لدينا فريق رائع وعميل رائع ونشكر الجنة على القاضي وهيئة المحلفين المستقلة والذكية والعادلة. لقد صنعوا كل الفرق".
بدوره، صرّح جوشوا ستوف المتحدث باسم وزارة العدل: "على الرغم من خيبة أملنا لما أسفرت عنه المحاكمة فإننا نحترم حكم لجنة المحلفين".
أما الحادثان فأحدثا صدمة عالمية كبيرة، وأديا إلى فرض حظر عالمي على هذه الطائرات ومنع تحليق طائرات بوينغ 737 ماكس لمدة عشرين شهرًا حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، الأمر الذي تسبب في خسائر بمليارات الدولارات وغرامات كبيرة على شركة بوينغ.
كما كلف تحطم الطائرتين أكثر من 20 مليار دولار، الأمر الذي أدى إلى خسارة كبيرة في سمعة الشركة واتهام بوينغ عام 2021 بالتآمر للاحتيال في هذه القضية ووافقت على دفع 2.5 مليار دولار في اتفاق لتجنب المقاضاة.
يذكر أن "بوينغ" صنّعت 350 طائرة من هذا الطراز وموضوعة جميعها في الخدمة منذ عام 2017، وتعرضت طائرتان من طراز "737 ماكس" لحادثين، الأول لطائرة تديرها شركة "ليون إير" في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 والآخر لطائرة تديرها "الخطوط الجوية الإثيوبية" في مارس/ آذار 2019، أسفرا عن مقتل ما مجموعه 346 شخصًا. وكشفت التحقيقات أن الحادثين مرتبطان بنظام منع الحوادث.