الخميس 9 مايو / مايو 2024

قلق أممي من مسار الأزمة في السودان.. تجدد المعارك وسط هدنة إنسانية هشة

قلق أممي من مسار الأزمة في السودان.. تجدد المعارك وسط هدنة إنسانية هشة

Changed

يرى الشرقاوي أن السودان يتحرك الآن من دولة هشة إلى ما قد يصبح دولة فاشلة على الصعيد الإنساني والسياسي (الصورة: رويترز)
تتواصل المعارك في السودان على الرغم من إعلان الموافقة على هدنة إنسانية، حيث أفاد مراسل "العربي" بأن الاشتباكات تجددت في العاصمة الخرطوم.

تجددت الاشتباكات اليوم السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط الخرطوم، على ما أفاد مراسل "العربي"، وذلك على الرغم من إعلان الموافقة على "هدنة إنسانية" لمدة ثلاثة أيام.

بموازاة ذلك، تشهد العاصمة السودانية حركة نزوح كثيفة، حيث يغادر المواطنون المدينة خوفًا من اشتداد الحرب.

ومساء أمس الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان موافقته على هدنة لمدة ثلاثة أيام بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة من القتال، الذي أودى بحياة 413 شخصًا منذ اندلاعه في 15 أبريل/ نيسان الجاري، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي بيان لاحق، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب خروق عديدة للهدنة، لكنه أكد تمسكه بها.

وكانت "الآلية الثلاثية" بشأن السودان رحّبت بإعلان طرفا الصراع موافقتهما على الهدنة الإنسانية.

وقالت إن "اتفاق وقف إطلاق النار سيسمح للمدنيين بالحصول على المساعدات الضرورية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية"، مشددة على "أهمية التوصل إلى وقف طويل الأمد للأعمال العدائية من أجل جميع السودانيين ومستقبلهم".

وطالبت طرفَي القتال بـ"الالتزام بها ومعالجة كل القضايا الإنسانية التي نتجت عن مأساة الحرب منذ اندلاعها".

بدورها، دعت القوى المدنية الأطراف العسكرية والمدنية إلى تطوير اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار وحل سياسي تفاوضي يعالج قضايا البلاد الرئيسية.

اتصالات أميركية

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي أجرى اتصالات مع نظيره السوداني عبد الفتاح البرهان بشأن سلامة الأميركيين وتطورات الوضع.

كما قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المعارك في السودان تجعل أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم محفوفة بالمخاطر.

وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنه تحدث مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، وناشدهما التعهد بوقف إطلاق النار في الفترة الحالية.

وشدد بلينكن على ضرورة أن يبدأ الجيش السوداني والقيادات المدنية ترتيب مفاوضات لوقف إطلاق نار مستدام وتجنب المزيد من الأضرار.

ولفت إلى أن هذه المفاوضات يجب أن تتناول توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين بما يشمل سحب قوات الطرفين من المناطق السكنية.

"من أزمة سياسية إلى أزمة إنسانية"

تعليقًا على المشهد، يتحدث العضو السابق في لجنة خبراء الأمم المتحدة محمد الشرقاوي عن قلق متزايد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ولدى شتى وكالات المنظمة العالمية، لا سيما وأن الأمور تتدرج الآن في السودان من أزمة سياسية إلى أزمة إنسانية.

ويشير في مداخلته عبر "العربي" من واشنطن، إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غير مقتنغ وغير متفائل بأن قادة الجيش وقوات الدعم السريع يستجيبون لدعوته الأخيرة بالتوقف عن إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.

ويرى أن السودان يتحرك الآن من دولة هشة إلى ما قد يصبح دولة فاشلة على الصعيد الإنساني والسياسي، والحديث بالتالي عن جياع ولاجئين ونازحين.

وبينما يوضح أن "ضباطًا من الفريقين يتعنتون للحوار ويريدون أن يفرضوا الأمر الواقع عن طريق القوة"، يقول إن الخشية الكبرى إذا طالت الأمور ووصلنا إلى أعداد أكبر من الضحايا، وربما ستعلن السودان حربًا أهلية وتلك الطامة الكبرى.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close