الخميس 16 مايو / مايو 2024

قمة كامب ديفيد الثلاثية.. هل تمهد لمواجهة صعود بكين وصواريخ بيونغيانغ؟

قمة كامب ديفيد الثلاثية.. هل تمهد لمواجهة صعود بكين وصواريخ بيونغيانغ؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش دلالات وأبعاد القمة الثلاثية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في مخيم كامب ديفيد (الصورة: رويترز)
سجلت قمة كامب ديفيد هدفًا قبل انطلاقها تمثل بنجاح واشنطن في جمع طوكيو وسول في بوتقة واحدة، ورأب صدع الخلافات التاريخية بينهما.

جلس قادة الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية إلى طاولة واحدة في منتجع كامب ديفيد غرب واشنطن، بهدف تدشين تعاون أمني جديد.

ومع انطلاق القمة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الدول الثلاث أقوى، والعالم أكثر أمنًا ما دامت هذه الدول تقف معًا.

من جانبه، بيّن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا أن القمة ستضع أساسًا جديدًا للتعاون بين الأطراف الثلاثة.

أما رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، فقد أشار إلى أن الحاجة ملحّة لتعزيز العمل المؤسساتي من أجل تعاون أكبر مع واشنطن وطوكيو.

رأب صدع الخلافات

ويشير مسؤولون أميركيون إلى أن "فتح خط ساخن ثلاثي جديد وإجراء تمارين عسكرية منتظمة وعقد قمم ثلاثية سنوية فضلًا عن التشاور في حال نشوب أزمة" أمور تعد من أبرز أجندة أعمال القمة، التي تناقش أيضًا مواضيع أخرى أبرزها سبل دعم أوكرانيا.

وقد سجلت القمة هدفًا قبل انطلاقها تمثل بنجاح واشنطن في جمع طوكيو وسول في بوتقة واحدة، ورأب صدع الخلافات التاريخية بينهما.

إلى ذلك، لا يمكن قراءة قمة كامب ديفيد التاريخية البتة بمعزل عن الصين وكوريا الشمالية، اللتان تتشارك واشنطن وسول وطوكيو القلق من سياستيهما وتحركاتهما الميدانية.

وتتشاطر هذه الدول المخاوف بشأن توغل بكين المستمر في آسيا وتداعيات قضية تايوان وتحركات بكين في المحيط الهادئ، فضلًا عن تهديدات كوريا الشمالية وتجاربها الصاروخية المستمرة.

لا يمكن قراءة قمة كامب ديفيد التاريخية البتة بمعزل عن الصين وكوريا الشمالية
لا يمكن قراءة قمة كامب ديفيد التاريخية البتة بمعزل عن الصين وكوريا الشمالية - رويترز

وفي هذا السياق، قال السفير الأميركي لدى اليابان رام إيمانويل إن واشنطن أوجدت شيئًا يمثّل تمامًا ما كانت الصين تأمل عدم حدوثه، وإن على بكين أن تفهم أن واشنطن وحلفاءها هم القوة الصاعدة بينما يتراجع الآخرون، على حد تعبيره.

"إنجاز معنوي لإدارة بايدن"

ويعتبر نائب رئيس مركز الأمن الأميركي فريد فلايتز، أن القمة الثلاثية إنجاز معنوي ورمزي لإدارة بايدن بجمع هذه الدول الثلاث للعمل على الشؤون والمصالح الأمنية في آسيا، كذلك ومحاولة جمع كوريا الجنوبية واليابان للعمل معًا على الرغم من بعض الاختلافات التاريخية التي جعلت العمل معًا صعبًا. 

وفي حديثه إلى "العربي" من واشنطن، وبناء على ما تقدم يحيي فلايتز الإدارة الأميركية للقيام بذلك. 

ومن جهة أخرى، يرى وجوب الاعتراف بأن هذه القمة هي ردة فعل لظهور التوتر في شرق آسيا بسبب تجارب الصواريخ في كوريا الشمالية.

ويذكر بزيادة التوتر أيضًا في بحر الصين ومع تايوان، وبالعمليات العسكرية المشتركة التي قامت بها بكين مع موسكو، لافتًا إلى قلق كوريا الجنوبية واليابان بشأن هذه الشؤون الأمنية.

ويشير إلى أن الهدف الرئيسي من جمع هذه الدول الثلاثة هو أن يكون هناك تحالف أقوى، متطرقًا إلى الخط الساخن الذي سيتم إنشاؤه ليستخدم لتناول المواضيع الطارئة ومشاركة المعلومات المتعلقة بتجارب الصواريخ من جانب كوريا الشمالية.

"لن تكون إيجابية لأمن المنطقة"

من ناحيته، يعرب أستاذ الدراسات الصينية والدولية في جامعة لانكستر البريطانية جينغهان تسنغ، عن اعتقاده بأن الصين ترى أن هذه التحالفات المقربة لن تكون إيجابية للأمن في المنطقة، وستزيد من انعدام الأمن.

ويضيف في حديثه إلى "العربي" من لانكستر: أن الصين كانت أوضحت أن أي استفزاز سيكون سلبيًا للاستقرار في المنطقة، وأنه لن يكون هناك أي نتائج إيجابية للسلام الذي يخطط له العالم.

ويرى أن ردة الفعل على هذا التحالف المقرب بين الدول الثلاث هو أن ترى الصين وجوب تقريب تحالفاتها مع كوريا الشمالية وروسيا. 

وفيما يلفت إلى أن المواجهة بين الصين والولايات المتحدة كانت قائمة منذ سنوات، يقول تسنغ إن بكين تتحضر لهذه السيناريوهات.

ويذكر بأن أغلبية النشاطات بالنسبة للصين دفاعية، مبينًا أنها تعمل على المصالح الوطنية وتحاول الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

"علاقات واقعية سياسية"

من جانبه، يشير أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني إلى أن أولوية اليابان وكوريا الجنوبية هي الآن – بحسب نظرهما – احتواء الخطر القادم من كوريا الشمالية والصين.

ويرى في حديثه إلى "العربي" من عمان، أن المسألة هي مسألة علاقات واقعية سياسية لا تستند على جوانب عاطفية تاريخية.

ويذكر بأن هذا الأمر حصل بين دول كثيرة في سياقات تاريخية، بعدما شهدت حروبًا، تغيرت الظروف وطبيعة العلاقات الدولية حتى رأينا تحالفًا في ما بينها.

وبوضح أن اليابان نفسها يجمعها تاريخ دموي مع الولايات المتحدة وقنابل نووية، فيما تعد طوكيو اليوم من أشد الحلفاء لواشنطن في المنطقة.

ويعتبر أن قمة كامب ديفيد جاءت على جهود تراكمية للولايات المتحدة منذ سنوات، حيث استشعرت في تلك المنطقة الصعود الصيني وبدأت مجموعة من الخطوات لاحتوائه.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close