دعا باحثون وعلماء الصحة إلى إقرار برنامج فحص وطني بعد أن كشفت دراسة دولية جديدة أن مرضى كوفيد طويل الأمد، يُعانون من أكثر من 200 عرَض، من بينها ضباب الدماغ، وطنين الأذن، والهلوسة، والرعاش.
ونشرت مجلة "لانسيت" الطبية الدراسة الأكبر على الإطلاق، والتي أظهرت أن أعراض كوفيد طويل الأمد ظهرت في 10 من أعضاء الجسم، بينما استمرّ ثلث الأعراض في التأثير على المصابين لمدة ستة أشهر على الأقل.
203 من الأعراض
وشملت الدراسة 3762 شخصًا مصابًا بفيروس كورونا طويل الأمد من 56 دولة. وحدّدت 203 أعراض، تمّ تتبع 66 منها لمدة سبعة أشهر.
وكانت الأعراض الأكثر شيوعًا هي: الإرهاق، والتوعّك اللاحق للجهد (حيث تسوء صحة الناس بعد المجهود البدني أو العقلي) وضباب الدماغ.
بينما شملت الآثار الأخرى: الهلوسة البصرية، والرعشة، وحكّة الجلد، والتغيرات في الدورة الشهرية، والضعف الجنسي، وخفقان القلب، ومشاكل التحكّم في المثانة، وفقدان الذاكرة، وعدم وضوح الرؤية، والإسهال، وطنين الأذن، ومرض القوباء المنطقية (حزام النار).
توسيع الفحوصات السريرية
ودعا الباحثون إلى توسيع الفحوصات السريرية للمصابين، على ألا تشتمل فقط على اختبارات القلب والأوعية الدموية ووظائف الرئة، الأمر الذي يُساعد في تكوين فهم أفضل لعدد الأشخاص المتأثرين ونوع الدعم الذي يحتاجون إليه.
وقالت أثينا أكرمي، عالمة الأعصاب في جامعة لندن، وكبيرة مؤلفي الدراسة: "ركزت الكثير من عيادات ما بعد الإصابة بكورونا في المملكة المتحدة على إعادة التأهيل التنفسي. صحيح أن الكثير من الأشخاص يعانون من ضيق في التنفس، ولكن لديهم أيضًا الكثير من المشكلات وأعراض أخرى يجب معالجتها في العيادات".
وأشارت إلى أنها لا تزال تُعاني من الأعراض بعد 16 شهرًا من إصابتها بفيروس كورونا، مضيفة: "من المحتمل أن يكون هناك عشرات الآلاف من المصابين بكورونا منذ فترة طويلة يعانون بصمت، غير متأكدين من أن أعراضهم مرتبطة بكورونا".
تطوّر الأعراض بمرور الوقت
كما سجّل الباحثون تطوّر الأعراض بمرور الوقت. وقالت أكرمي: "بعد ستة أشهر، تكون معظم الأعراض المتبقية تتعلّق بعمل الجسم- تنظيم درجة الحرارة، والتعب، والشعور بالضيق بعد الجهد المبذول، والعصبية، التي تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب".
وقال 2454 شخصًا إنهم عانوا من 13.8 عرضًا خلال الشهر السابع من إصابتهم بالفيروس. كما أثّرت الأعراض على تسعة أعضاء من الجسم في المتوسط.
وأفاد حوالي 22% من الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع بأنهم طُردوا لعدم قدرتهم على العمل، أو أخذوا إجازة مرضية أو إجازة طويلة الأمد، أو تركوا العمل بسبب مرضهم. بينما طلب 45% منهم تخفيض ساعات العمل.