رأت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها نشرته أمس الخميس، أن قرار إيران السماح للنساء بدخول الملاعب، غير كاف في ظل ما اعتبرته "تمييزًا ممنهجًا" بحقهن.
وفي أغسطس/ آب الماضي، سمحت السلطات الإيرانية للمشجعات دخول ملعب أزادي الشهير، لأول مرة منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة المرشد السابق للبلاد، روح الله الخميني عام 1979، وذلك في مباراة جمعت فريقين محليين في بطولة الدوري المحلي.
وذكرت منظمة العفو بأنّ مجموعات حقوق المرأة عززت ذلك القرار، بتأييدها رفع الحظر عن دخول النساء إلى الملاعب، فيما قالت إحدى المشجعات الشابات للمنظمة إنه لمن الرائع السماح لهن دخول "أزادي"، فلا فرق في الرياضة بين الفتيات والرجال، و"يحق لنا أيضًا المجيء إلى الملعب، وخوض هذه التجربة، فنحن المراهقات نريد متابعة كرة القدم عن كثب، لأننا مهتمات جدًا بالرياضة وباللعبة".
سيدات #إيران يدخلن ملعب آزادي لمشاهدة مباراة بين استقلال #طهران و مس كرمان لأول مرة خلال الدوري الإيراني الممتاز pic.twitter.com/v30OHPvUId
— جاده إيران Jadeh Iran (@jadehiran) August 25, 2022
وقالت المنظمة الدولية الحقوقية، إنه وبالرغم من أن هذا القرار يعد خطوة بارزة الأهمية للنساءـ فإن تمييزًا ممنهجًا يمارس بحقهن، ويشمل حرمانهن من الحقوق والأطفال، وحضانة الأطفال، والميراث والسفر، كما يتم اضطهاد الفتيات اللواتي لا يلتزمن بتغطية الشعر، إضافة إلى تشريع العنف الأسري.
واتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في يوليو/ تموز المنصرم، خصوم بلاده في الغرب بالوقوف وراء حركة بين الناشطات الإيرانيات "لتحدي قواعد الزي الإسلامي التي تفرضها الحكومة".
وكان نشطاء حقوقيون إيرانيون حثوا النساء على خلع الحجاب علنًا في "اليوم الوطني للحجاب والعفة" الذي تنظمه الحكومة، مخاطرين بالاعتقال لتحديهم قواعد الزي الإسلامي.
وتفرض إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 نظام لباس صارم، يحظر على النساء الظهور في الأماكن العامة من دون تغطية شعرهن.
المنظمة قالت إن الآف الفتيات الإيرانيات يتزوجن وهن دون عمر الرابعة عشرة، وبشكل قانوني سنويًا. وطالبت "العفو" بضرورة وضع حد للانتهاكات بحق المرأة الإيرانية.
يذكر أن إيران تواجه سيل من الانتقادات الحقوقية الدولية، بسبب أحكام الإعدام المتزايدة، والتي قالت منظمة العفو إنها أدت حتى يونيو/ حزيران الماضي إلى مقتل ما لا يقل عن 251 شخصًا في الفترة بين 1 يناير/ كانون الثاني و30 يونيو/ حزيران 2022، وفقًا لبحث أجراه مركز عبدالرحمن برومند لحقوق الإنسان في إيران ومنظمة العفو الدولية.
وبلغ عدد النساء اللواتي واجهن عقوبة الإعدام منذ بداية العام الحالي، ولغاية أبريل/ نيسان الماضي، 17 إمرأة.
وحذّرت المنظمتان من أنه في حال استمرار تنفيذ عمليات الإعدام بهذه الوتيرة المروّعة، فإنها ستتجاوز قريبًا إجمالي 314 عملية إعدام سُجلت خلال عام 2021 بكامله.