شنت القوات الروسية فجر الأحد هجمات جوية جديدة واسعة على كييف ومناطق أوكرانية أخرى ما دفع الجيش البولندي إلى رفع مستوى الإنذار أمام كثافة النشاط العسكري قرب حدودها.
وأفاد سيرغي بوبكو قائد الإدارة العسكرية في كييف بأن الجيش الروسي هاجم العاصمة بواسطة صواريخ من نوع كروز أطلقت من قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95 أم أس".
ونوه بوبكو عبر تلغرام إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية، أسقطت حوالي عشرة صواريخ "أطلقها العدو" فوق كييف وفي محيط العاصمة، موضحًا أن المعلومات الأولية لا تشير إلى وقوع ضحايا أو أضرار.
وأوضح بوبكو أن الهجوم أطلق من منطقة ساراتوف في جنوب غرب روسيا.
بولندا ترفع مستوى الإنذار
وفي ذات السياق، أعلن الجيش البولندي، اليوم الأحد أنه لمدة حوالي أربعين ثانية "انتُهك المجال الجوي البولندي بأحد صواريخ كروز التي أطلقها سلاح جو (...) روسيا الاتحادية الليلة الماضية".
وأوضحت قيادة الجيش على منصة "إكس" أن "الجسم حلّق في الأجواء البولندية فوق قرية أوسيردو (شرق) حيث بقي 39 ثانية"، مشيرة إلى أن أجهزة الرادار العسكرية رصدت الصاروخ طوال فترة تحليقه.
وستطالب بولندا بتوضيحات من موسكو بشأن "انتهاك جديد لمجالها الجوي" بصاروخ كروز روسي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية البولندية.
وقال الناطق باسم الوزارة بافيل فرونسكي في بيان: "قبل كل شيء، ندعو روسيا الاتحادية إلى وقف عمليات القصف الجوي الإرهابية على سكان أوكرانيا وأراضيها وإنهاء الحرب والتعامل مع مشكلاتها الداخلية".
وقالت القيادة العملانية للقوات المسلّحة البولنديّة، إن كلّ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المجال الجوّي البولندي فُعِّلت، مشيرة إلى "تفعيل" الطيران البولندي وطيران الناتو.
وهذه ليست المرة الأولى التي تخرق فيه الأجواء البولندية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
ففي ديسمبر/ كانون الأول الفائت ندّدت بولندا أحد أكبر حلفاء أوكرانيا بمرور صاروخ كروز روسي أطلق باتجاه أوكرانيا، في أجوائها مدة ثلاث دقائق.
وللمرة الثالثة في غضون أسبوع، وُضعت كل الأراضي الأوكرانية في حالة تأهب خلال الليل. واستمر الإنذار ساعتين في العاصمة على ما أكد بوبكو.
قتيل في قصف على سيفاستوبول
إلى ذلك، أفاد حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي بتعرض منطقة ستري جنوب مدينة لفيف لصواريخ روسية ومسيّرات متفجرة من طراز شاهد إيرانية الصنع.
وقال رئيس بلدية لفيف أندريي سادوفي إن "الهدف كان منشآت حيوية" مشيرًا إلى تعرض المنطقة لحوالي 20 صاروخًا وسبع مسيّرات.
وليل الخميس الجمعة استهدفت هجمات واسعة بالصواريخ والمسيّرات الروسية منشآت أوكرانية للطاقة ما أدى إلى انقطاع في التيار الكهربائي.
في غضون ذلك، قال ميخائيل رازفوزاييف حاكم مدينة سيفاستوبول المعين من قبل روسيا إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت أكثر من عشرة صواريخ فوق المدينة الواقعة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام 2014.
وأضاف الحاكم عبر تطبيق التراسل تلغرام، أن امرأة أصيبت بشظية كما لحقت أضرار بمبنى إداري وخط للغاز.
وأوضح لاحقًا أن الهجوم أسفر عن سقوط قتيل مدني (65 عامًا)، بعدما أصيب بشظايا صاروخ، فضلًا عن أربعة جرحى بينهم فتى.
وغالبًا ما يستهدف الجيش الأوكراني شبه جزيرة القرم بصواريخ ومسيّرات بسبب أهميتها اللوجستية للقوات الروسية التي تحتل جنوب أوكرانيا.
وقالت إدارة النقل في المنطقة إنه تم تعليق حركة النقل البحري والبري بين البر الرئيسي الروسي وشبه جزيرة القرم لعدة ساعات. وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.