فاقم ارتفاع الأسعار عالميًا، والذي ترافق مع نسب البطالة التي تتصاعد يومًا بعد آخر، أزمة المعيشة لدى الكثير من العائلات. لكن هذا الواقع قد يكون أكثر صعوبة على الأسر التي تعاني من سوء في إدارة الإنفاق، وفق ما يتناسب مع دخلها.
وفي ظلّ ما يعيشه العالم من أزمات اقتصادية مدفوعة بتداعيات جائحة كورونا وغيرها من أحداث إقليمية وعالمية، أصبح لزامًا على المرء أن يدير حياته بذكاء ومنطق، ولا سيما إزاء غلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية وتصاعد نسب البطالة.
من هنا، ينصح الخبراء بترشيد الإنفاق المنزلي، وذلك من خلال اتباع الخطوات الكفيلة بتنظيم الاقتصاد المنزلي بما يحافظ على انسيابية الحياة واستمرارها. فما هي هذه الخطوات؟ وكيف يمكن الاستفادة منها؟
نمط استهلاكي معتدل
يدعو الخبراء إلى ضرورة الاعتياد على نمط استهلاكي معتدل يحافظ على انسيابية التعامل اليومي مع الاحتياجات الأساسية، والتعامل بمهارة مع ميزانية المنزل، مثل الحرص على دفع الفواتير الأساسية من كهرباء وماء وإنترنت وهواتف وأقساط وغيرها، قبل شراء الحاجيات غير الضرورية.
وما تبقى من الراتب الشهري، على قلته، لا بدّ أن يخضع لتدبير صارم يوجَّه في مجمله للطعام والشراب، وحبذا لو تمكّنت ربّة المنزل من توفير مبلغ ولو بسيط في الحصالة، التي قد يجدها البعض غير مجدية، إلا أنها مع الوقت تراكم مبلغًا قد ينقذ حالة طارئة معيّنة.
ويعد ضبط الإنفاق هامًا لأصحاب الدخل المحدود، وأبرز خطواته التخلص من التسوق غير الضروري، ولا سيما الملابس رغم تكدسها في الخزانة، وإبطال تكديس المواد الغذائية، وضرورة الشراء بالمال النقدي وليس عبر البطاقة المصرفية، والحد من التسوق الإلكتروني وضرورة الاقتصاد في الاستخدام للأجهزة الكهربائية مع تقليل شراء الطعام الجاهز.
ولا مانع إذا توفر بعض المال، من تنظيم نزهة بسيطة، ولو لمرّة في الشهر، إلى أحد المتنزهات مثلًا، ولو كان زادها بعض من الشطائر المنزلية.
إرشادات محددة
وفي هذا الإطار، يقول الخبير الاقتصادي زيان زوانة: على العائلة أن تقوم ببعض الأمور لمواجهة ارتفاع تكاليف الاحتياجات، مما يعني أن عليها أن تعمل على تغيرات الأنماط المعيشية والحد من المتطلبات الزائدة.
ويضيف زوانة في حديث إلى "العربي" من عمّان: يجب على الأسرة أن تلجأ إلى كتابة ما تحتاجه على ورقة قبل التسوق، وشراء ما هو مكتوب فقط، واستبعاد ما هو غير ضروري، للتقليل من النفقات.
ويشير الخبير، إلى أن الأسرة يجب عليها تحديد مصاريفها الأساسية من إيجار المنزل وأقساط الأطفال والجامعات، بمعنى تجنب العسر المالي، بحيث يصبح هناك جدول أولويات.
ويقدّم الخبير جملة من النصائح للأسرة منها الابتعاد عن النمط الاستهلاكي الذي يتحول إلى عادة، وعدم اتباع السياسات الحكومية التي تدفع المواطنين إلى شراء ما لا يلزم وتكبد مصاريف إضافية غير متناسبة مع الدخل.