أكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الجمعة، أنّ أولوية المقاومة الأولى لإنجاز صفقة تبادل مع الاحتلال هي وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة في كلمة مسجلة، إن "أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو ولا تنازل عن ذلك".
وأضاف أنّ المقاومة "تتعامل بإيجابية مع الوسطاء وملتزمة بضرورة الوقف التام للعدوان على غزة"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ "المرض يهدد حياة عدد من الأسرى الإسرائيليين بسبب نقص الأدوية والغذاء والقصف".
واعتبر أن المعركة في غزة ستؤسس لـ"مرحلة جديدة عنوانها أن الحق لا ينتزع إلا بالسلاح"، مشددًا في كلمته على أنه "لو كان في العالم عدل لأدين قادة إسرائيل بتهمة ارتكاب محرقة في قطاع غزة".
"حماية الاحتلال الإسرائيلي"
وقال إنّ "قوانين المجتمع الدولي والإدارة الأميركية مجيرة لحماية الاحتلال الإسرائيلي".
وإذ أكد أن المقاومة تواصل تكبيد العدو خسائر كبيرة في صفوف ضباطه وجنوده وآلياته في معارك قطاع غزة، دعا أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وأراضي 1948 إلى النفير نحو المسجد الأقصى "وعدم السماح للاحتلال بتغيير الواقع على الأرض".
كما دعا "المقاومة في كل مكان إلى إعلان النفير ومواجهة الاحتلال في شهر رمضان".
وأكد على أنّه "لا شيء مقدمًا على تضميد جراح شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لحرب الإبادة الجماعية"، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ المقاومة في قطاع غزة "تستقبل شهر رمضان بالجهاد والرباط في زمنٍ عزّ فيه الرجال".
وقال: إنّ "الحرب تدخل شهرها السادس ولا يزال العدو يمارس محرقة نازية حقيقية ضد شعبنا"، مشددًا على أنّ "قوانين العالم تقف عاجزة أمام محتل غاصب مجرد من قيم الإنسانية".
وأردف أنّ "ملحمة 7 أكتوبر جاءت ردًا على عدوان متواصل منذ عقود بلغ ذروته بمحاولة تهويد وهدم الأقصى".
ولفت إلى أنّ "العربدة الصهيونية تصاعدت مع وصول أكثر حكومة تطرفًا ونازية للحكم في الكيان كانت تخطط لما تقوم به".
"الكرة الآن في ملعب حماس"
وجاءت كلمة أبو عبيدة بينما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة، إنّ الأمر يرجع لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الموافقة على وقف لإطلاق نار يسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وبإجراء محادثات حول "حل دائم" للصراع.
وغادر وفد "حماس" محادثات في القاهرة ترمي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل شهر رمضان وسط مخاوف إزاء تصعيد العنف خلال رمضان.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات في عدم التوصل إلى اتفاق سيُلزم حماس بتحرير بعض الأسرى الذين ما تزال تحتجزهم مقابل تطبيق هدنة لمدة 40 يومًا. وسيُفرج أيضًا عن أسرى فلسطينيين في إسرائيل.
وقال بلينكن قبل اجتماعه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن واشنطن ما تزال تضغط من أجل تطبيق وقف لإطلاق النار.
وأضاف: "المشكلة هي حماس. المشكلة هي إذا ما كانت حماس ستقرر تطبيق وقف لإطلاق النار سيفيد الجميع أم لا"، حسب قوله.
وتابع: "الكرة في ملعبهم. نحن نعمل بكثافة على ذلك وسنرى ماذا سيفعلون".