في علوم اللغة ما يعرف بالسياق اللغوي، وهو باختصار ورود مصطلح معين في سياق محدد يمنحه بروزًا وانتشارًا في المعنى التداولي أو المستخدم بين الناس.
فعلى سبيل المثال مصطلح "لا سمح الله" نسمعه ونستخدمه عشرات المرات يوميًا، لكن أمس السبت كان له سياقٌ مختلفٌ منحه معاني متعددة حين استخدمه الناطق باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة.
ما معنى استخدام أبو عبيدة عبارة "لا سمح الله"؟
واستخدم "أبو عبيدة" هذا المصطلح متهكمًا في سياق توجيه حديثه للأنظمة العربية، حيث قال: "إلى زعماء وحكام أمتنا العربية، نقول لكم من قبل المعركة التي تشاهدون تفاصيلها عبر شاشاتكم".
وتابع الناطق باسم "القسام": "إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم، لا سمح الله".
فوردت كلمة "أبو عبيدة" إذًا في سياق حديثه مع الأنظمة العربية متهكمًا فيما يتعلق بتدخلها العسكري لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، وقد تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لتتصدر ترتيب الأكثر تداولًا على منصة "إكس" في أكثر من دولة عربية.
التفاعل مع "لا سمح الله"
لكن رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يكتفوا بفهم رسالة "أبو عبيدة" بمعنى واحد، بحيث اختلفت تفاعلات المتابعين مع مصطلح "لا سمح الله".
وكتب المغرد حسام زين الدين على "إكس": "سيسجل التاريخ هذه الكلمة في وجه جامعة الدول العربية مجتمعة، وسيكتب التاريخ أن غزة وحدها دافعت عن شرف العروبة".
كما نشر يوسف الدموكي على فيسبوك: "أبلغ أهل الأرض جميعًا؛ صمته فصاحة، وصوته فصاحة".
بدورها علّقت شادن بالقول: "سبحان الذي منح هذا المجهول هذه الهيبة ومنح كلمة لا سمح الله رزقها بأن ساقها على لسانه".
