ليست الهدنة الجديدة في السودان سوى حبر على ورق، فبالرغم من إعلانها لمدة 24 ساعة، لا صوت يعلو فوق أرضها على أزيز الرصاص ودوي المدافع، وفي سمائها لا يسمع سوى هدير الطائرات المقاتلة.
وبين السماء والأرض، ترتفع سحب دخان كثيف فوق شوارع باتت خالية من المارة، بعدما باتت الخرطوم على مذبح صراع بين حليفي الأمس عدوي اليوم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو.
وما انفكت المعارك ومنذ اندلاعها تستعر بين قواتهما، أي الجيش وقوات الدعم السريع في مواقع عدة، أبرزها محيط القيادة العامة والقصر الجمهوري ومطار الخرطوم.
هي معارك كر وفر، وسط تضارب في الأنباء بشأن حقيقة من يملك زمام المبادرة فيها، وفي خضم هذه المعارك يهيم أهالي الخرطوم على وجوههم باحثين عن ملاذ آمن.
ولا يأمن أحدهم أن يخرج في شوارعها مخافة أن تصيبه رصاصة أو قذيفة، بينما خرجت عشرات المستشفيات من الخدمة، في ظل مخاوف من انهيار النظام الصحي، وفوق ذلك انقطاع الكهرباء ونقص المياه والأغذية وسط تحذيرات أممية من نفادها.
سودانيون يفترشون الأرض وهم يشاهدون سير المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في #السودان pic.twitter.com/WUQxv1bypX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 20, 2023
ولا يقتصر الفرار من المعارك على المدنيين، بل إن هناك عسكريين أيضًا ضاقوا ذرعًا بالمعارك الدائرة، إذ أعلن وزير الدفاع التشادي عبور أكثر من 300 عسكري سوداني حدود بلاده هربًا من جحيم القتال.
ورغم ذلك، لا يزال الحديث عن وساطة لإنهاء هذا الصراع خجولًا، لا يخرج عن دائرة الدعوات والمناشدات لوقف إطلاق النار أو محادثات لا تزال تراوح في طور بحث الوضع في السودان.
