Skip to main content

"لا يوجد شيء مضمون".. كيف نحمي خصوصيتنا على أجهزة وبرامج العمل؟

الثلاثاء 1 نوفمبر 2022

فرضت جائحة كوفيد-19 إستراتيجية العمل من بُعد، سواء بدوام جزئي أو كلي، ما فرض توجّه القوى العاملة نحو الخدمات الرقمية مثل "سلاك"، و"مايكروسوفت تيمز"، أو خدمة الدردشة عبر غوغل، بهدف إنجاز عملهم والتعاون والتواصل مع بعضهم البعض.

في بعض الأحيان، يقوم الموظفون بمحادثات غير رسمية فيما بينهم حول خطط نهاية الأسبوع، أو بعض المواضيع الشخصية، مما يؤدي إلى حفظ هذه البيانات لدى الشركة.

وفي هذا الإطار، حدّد العديد من خبراء خصوصية البيانات، في حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الخطوات، والأنظمة الأساسية، والأجهزة التي قد توفّر أو لا توفر الخصوصية، وتعديل سلوكك وفقًا لذلك.

هل يحق لصاحب العمل رؤية الرسائل الخاصة لموظفيه؟

يتّفق خبراء الخصوصية على أن هناك شيئين يجب على الموظفين التفكير فيهما عندما يرسلون رسالة إلى زميل.

أولًا، هل الخدمة التي تستخدمها مقدمة من صاحب العمل؟ ثانيًا، هل تجري المحادثة على جهاز يوفّره لك صاحب العمل؟

واعتبروا أنه إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة بـ "نعم"، فأعلم أن هناك فرصة أن يرى صاحب العمل رسائلك أو يستردها. بالإضافة إلى ذلك، حتى إذا كنت تستخدم جهازك الخاص وحسابك الشخصي على خدمة رقمية خاصة بالعمل، فقد تظل رسائلك معرّضة للخطر إذا كان لديك برنامج مكان العمل مثبّتًا.

وقال آلان بتلر، المدير التنفيذي ورئيس منظمة الأبحاث بمركز معلومات الخصوصية الإلكترونية، إن "العبء يقع على الفرد لفهم كل شيء"، مضيفًا أن القاعدة العامة هي "افتراض أنه إذا كان مكان عملك يوفّر لك أداة أو جهازًا، فيمكنهم وسيشاهدون ما تفعله".

وفي بعض الحالات، قد يعني ذلك استخدام حق الامتيازات الإدارية لقراءة الرسائل المباشرة أو القنوات الخاصة على مساحة عمل "سلاك" الخاصة بالشركة. كما يعني ذلك إمكانية استرداد رسائل البريد الإلكتروني، أو الرسائل الموجودة على "مايكروسوفت تيمز"، أو النصوص الموجودة على الأجهزة المحمولة التي توفّرها شركتك. أو حتى التقاط صور لرسائل شخص ما على خدمات أخرى مثل "فيسبوك"، أو "تويتر"، أو "آي مسج" من "أبل"، والتي تأتي من برنامج المراقبة الخاص بالشركة.

وأوضحت سينثيا كوو، كبيرة الزملاء بمركز الخصوصية والتكنولوجيا في جامعة جورجتاون، أن الأمر "يُمكن أن يُصبح ذا أهمية خاصة، إذا كان العمّال يستخدمون تطبيقات المراسلة للاتحاد ضد ظروف أو سياسات العمل غير العادلة".

وقالت: "هناك مستوى إضافي من المراقبة يهدف إلى سحق تنظيم العمال ونشاطهم".

كيف يتصرّف الموظفون؟

نصح الخبراء بإجراء محادثة خاصة مع زميل، على جهازك الخاص باستخدام خدماتك.

وقالت كوو: "ابحث عن الخدمات التي توفر تشفيرًا من طرف إلى طرف مقابل الرسائل المشفّرة فقط، مضيفة أن التشفير من طرف إلى طرف يعني أنه "سيتمّ تشفير رسالتك في اللحظة التي تسبق مغادرتها جهازك، حتى وصولها إلى جهاز الاستقبال. وأي شيء أقلّ من ذلك يعني أنه يمكن فك تشفيره في مكان ما أثناء الإرسال".

كما اقترحت البحث عن الخدمات التي تقدّم رسائل سريعة الزوال، بحيث تختفي الرسائل في غضون فترة زمنية معينة.

ويتّفق العديد من الخبراء على أن تطبيق "سيغنال" يقدّم خدمة مشفّرة للرسائل الخاصة، وهو حل مناسب للتحدث شرط أن يكون ذلك من جهازك الشخصي، كما أن تطبيق "واتساب" هو إحدى الخدمات الذهبية للرسائل الخاصّة، على الرغم من أن كوو تشير إلى أن المستخدمين يجب أن يدركوا أنه مملوك لشركة "ميتا" التي تشتهر على نطاق واسع بجمع البيانات الضخمة.

ومع ذلك، يرى خبراء أن المحادثات الرقمية لا تعطي خصوصية كاملة حتى مع أفضل البرامج.

وفي هذا الإطار، قال بتلر إنه "حتى مع أفضل البرامج، لا يوجد شيء مضمون"، مضيفًا أن تطبيق "سيغنال" لا يسمح بالتقاط لقطة للشاشة، لكن يمكن للمتلقي تصوير المحادثة عبر هاتف آخر.

كما أن بعض المحادثات يحميها القانون، فإذا تحدث شخص ما مع زملائه عن ظروف العمل السيئة ودفعهم للرد الجماعي أو التصرف بشكل جماعي، فإن أصحاب العمل يخالفون قوانين العمل إذا انتقموا من ذلك.

ومن أجل كل ذلك، نصحت كوو بالعودة إلى التواصل المباشر على الطريقة القديمة (وجهًا لوجه) بدلًا من التحدث عبر التطبيقات الرقمية.

بدوره، أكد رولان أبي نجم، الخبير في أمن المعلومات والتحوّل الرقمي، في حديث سابق إلى "العربي"، أن وعي المستخدمين ومعرفتهم يشكل أساسًا لضمان خصوصيتهم أثناء المراسلة عبر هذه التطبيقات، مشددًا على أهمية تأكد المستخدم من أن الرسائل والمواد التي يرسلها عبر تطبيق معين هي مشفرة، وبالتالي لا يمكن لأحد الاطلاع عليها، بمن فيهم الشركة المطوّرة للتطبيق. 

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة