أظهرت دراسة على اختبار دم لأكثر من 50 نوعًا من السرطان، نتائج واعدة يمكن أن تساعد في تسريع عملية التشخيص وتوجيه مرضى السرطان بشكل أسرع نحو العلاج في المستقبل.
وتشير نتائج تجربة أجرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، ونُشرت في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم في الولايات المتحدة، إلى أن اختبار الدم "غاليري" Galleri لديه القدرة على اكتشاف السرطان لدى مرضى يعانون من أعراض.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، نجح فحص الدم في رصد بقايا صغيرة من حمض النووي للأورام في الدم، ما من شأنه تنبيه الأطباء إلى أن هناك إشارة بوجود سرطان قد تم اكتشافها، كما يحدد الفحص الموقع الأصلي لنشأة تلك العلامات السرطانية في الجسم.
ورحب الخبراء بالنتائج التي توصلت إليها التجربة البريطانية، ولكنهم أشاروا في الوقت عينه إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث قبل أن يتم اعتماد فحص الدم هذا على أنه اختبار للكشف عن السرطان.
أرقام واعدة
أما في تفاصيل الدراسة التي قادتها جامعة أكسفورد، فتمت إحالة 5,461 شخصًا في إنكلترا وويلز إلى المستشفى من قبل طبيبهم العام بعد الاشتباه باحتمال إصابتهم بالسرطان، حيث شاركوا في الدراسة من خلال الخضوع لفحص دم "غاليري".
وتمكن فحص الدم من الكشف الصحيح عن أكثر من 66% من حالات السرطان بين المشاركين في الدراسة، وكان قادرًا أيضًا على تحديد موقع السرطان الأصلي لدى 85% من الحالات.
ووفقًا لنتائج التجربة، كان الاختبار أكثر دقة لدى المرضى كبار السن، وأولئك الذين يعانون من أنواع متقدمة من السرطان.
وتم عرض هذه النتائج، خلال اجتماع الجمعية الأميركية للأورام السريرية في شيكاغو.
أمل للتشخيص المبكر
وقال مارك ميدلتون، أستاذ طب السرطان التجريبي في أكسفورد والذي قاد التجربة، إن الاختبار لديه "إمكانية مساعدة الأشخاص الذين لم تتم إحالتهم بشكل عاجل لإجراء اختبارات الكشف عن السرطان.. والتي هم بحاجة إليها بصورة فورية بسبب بعض الأعراض الظاهرة".
وأضاف ميدلتون أن الاختبار يمكن أيضًا أن يسرع من تشخيص "الحالات التي ليس مؤكدًا فيها المسار التشخيصي السريع المناسب".
بدوره، حث لورنس يونغ أستاذ الأورام الجزيئية في جامعة وارويك على أن "هذه الدراسة مهمة وتظهر أننا نتجه نحو عصر يمكن فيه اختبار الدم للكشف عن السرطان، جنبًا إلى جنب مع اختبارات أخرى للمرضى الذين يعانون من أعراض، وهذا من شأنه أن يؤثر حقًا على التشخيص المبكر ويحسن بشكل كبير النتائج السريرية".
يذكر أن السرطان هو من أكثر الأمراض التي تفتك بالبشر كل عام، وفي كثير من الأحيان تكون مسيرة العلاج صعبة، لذلك تحرص الدراسات على معرفة ما إذا كان التحري المبكّر مفيدا.
واختبار "غاليري" تتم دراسته وتطويره منذ سنوات، حيث تخطط الشركة الأميركية التي تقف خلف هذا الاختبار، منذ عام 2022، للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.