الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

لتقليل هدر المياه وتحقيق الأمن الغذائي.. نظم تكنولوجية جديدة للزراعة

لتقليل هدر المياه وتحقيق الأمن الغذائي.. نظم تكنولوجية جديدة للزراعة

Changed

ناقش برنامج "شبابيك" أهمية بعض النظم التكنولوجية في عالم الزراعة (الصورة: غيتي)
يمكن أن تلعب المحاصيل غير التقليدية المبتكرة دورًا محوريًا في ضمان الأمن الغذائي المستقبلي كجزء من منظومة أوسع من الحلول.

مع تزايد أعداد سكان الأرض، وارتفاع الطلب العالمي على المنتجات الزراعية لتلبية حاجات البشر المتزايدة، وتفاقم مشكلة الجوع، وتعطّل سلاسل إمدادات الغذاء في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، برزت الحاجة إلى إيجاد طرق غير تقليدية للزراعة، وتأمين الغذاء للملايين حول العالم.

وتمثّل مشكلات تناقص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة، وشحّ مياه الري، في مقابل تزايد أعداد السكان في الكثير من الدول، تحديات بالغة الصعوبة تعرقل جهود الحكومات والمنظمات الدولية في القضاء على الجوع.

في ضواحي إسكتلندا، محاطًا بأشجار يافعة داخل مزرعة عمودية، يبدي الباحث الإسكتلندي كيني هاي، حماسة كبيرة تجاه النتائج الأولى المذهلة لتجاربه.

في مزرعته، تنمو الأشجار المدعومة بصمامات ثنائية باعثة للضوء باللون الأرجواني أو الأخضر بسرعة أكبر بست مرات في المعدل، مقارنة بالسرعة التي كانت تنمو فيها لو زُرعت في الهواء الطلق.

واكتسبت المزارع العمودية زخمًا حول العالم خلال السنوات الأخيرة، بهدف تزويد سكان المناطق الحضرية بالمنتجات الطازجة على مدار العام.

وتبنّت دول عدة نظام الزراعة العمودية نظرًا لتحقيقها مفهوم الأمن الغذائي، إذ أنها لا تحتاج إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ويمكن استخدام طريقة الزراعة بالرفوف لانتاج أنواع مختلفة من النباتات، كما أن احتياجاتها من مياه الري تقدّر بنحو 10% فحسب من كميات المياه المستخدمة في الزراعة.

في تايوان، افتُتحت مزرعة عمودية هي الأولى من نوعها داخل محطات مترو العاصمة تايبيه بهدف زراعة نباتات صحية وغير ملوثة.

وتعمل المزرعة العمودية الموجودة داخل محطة تانغ يانغ فوشينغ في تايبيه، على زراعة الخضراوات في بيئة متطوّرة تقنيًا، تضمن التحكّم الدقيق في الرطوبة ودرجات الحرارة.

وتشير التجارب التي أُجريت على الزراعة العمودية إلى ارتفاع إنتاجية المتر الواحد من المحاصيل الزراعية، حيث يمكن أن تصل إلى ستة أضعاف إنتاجيته في الزراعة بالطرق التقليدية والمحاصيل البديلة.

 ويمكن أن تلعب المحاصيل غير التقليدية المبتكرة دورًا محوريًا في ضمان الأمن الغذائي المستقبلي كجزء من منظومة أوسع من الحلول التي تهدف إلى ضمان استدامة الأمن الغذائي.

وفي هذا الإطار، أوضح مستشار تقنيات الزراعة المائية في قسم الأمن الغذائي والتنوّع الحيوي في مركز المياه البيئية والتغيّر المناخي محمد أحمد مشاتلة ضرورة التوجّه إلى الزراعات غير التقليدية نتيجة المتغيرات السياسية والاقتصادية والبيئية والصحية حول العالم.

وقال مشاتلة، في حديث إلى "العربي"، من عمّان، إن الزراعات غير التقليدية هي طرق مبتكرة جديدة من أجل إنبات النباتات والمحاصيل الزراعية في أوساط بديلة للتربة، منها الزراعة العمودية التي ستُصبح حلًا مستقبليًا لتحقيق الأمن الغذائي لعدة محاصيل، رغم أنه لا يمكن الاستغناء بتاتًا عن طرق الزراعة التقليدية.

وأشار إلى أن الزراعة العمودية ترفع كفاءة استخدام مياه الري، وتخفيض استهلاك الطاقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close