Skip to main content

لتمديد الهدنة 6 أشهر.. ضغط أممي على أطراف الصراع في اليمن

الإثنين 18 يوليو 2022

تضغط الأمم المتحدة، على الأطراف المتحاربة في اليمن للاتفاق على تمديد الهدنة السارية لستة أشهر قادمة، وإذا ما جرى الاتفاق على ذلك، فإن التمديد سيكون أكبر خطوة أممية، نحو الحل في هذا البلد العربي.

ومع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب في اليمن، فقد اكتسبت جهود السلام دفعة إلى الأمام، بعد أن زار الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية في مطلع الأسبوع، بعدما أعلن عن اتفاق مع القيادة السعودية من أجل "تعميق وتمديد" وقف إطلاق النار الذي ينتهي 2 أغسطس/ آب المقبل.

وأودت الحرب اليمنية المستمرة منذ سبع سنوات، بين حلفاء بقيادة الرياض وجماعة الحوثي اليمنية، بحياة عشرات الآلاف وترك الملايين يواجهون المجاعة في أزمة إنسانية حادة.

معالجة شكاوى الجانبين

وبحسب مصادر مطلعة لـ "رويترز"، فإن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ يتعين عليه معالجة شكاوى الجانبين، قبل موافقتهما على تجديد إضافي للهدنة القائمة منذ شهرين والتي بدأ سريانها لأول مرة في أبريل/ نيسان الماضي.

وقال أحد المصدرين: "الاقتراح (التمديد لستة أشهر) مطروح على الطرفين منذ فترة".

لكن جماعة الحوثي أعلنت رفضها تمديد الهدنة، وقال مجلس الحكم التابع للجماعة إنّ الهدنة مثّلت "تجربة صادمة ومخيبة للآمال"، لا يُمكن تكرارها في المستقبل. واتهم الحوثيون التحالف بقيادة السعودية بعدم الالتزام بتنفيذ بنود الهدنة.

أما رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، فدعا، خلال لقاء مع بلينكن في جدة، إلى دور أميركي فاعل للضغط على الحوثيين من أجل تنفيذ بنود الهدنة بما في ذلك فتح الطرق الرئيسة إلى تعز، التي تفرض عليها الجماعة حصارًا مطبقًا منذ سبع سنوات.

وأضاف المصدر أن غروندبرغ سيسافر في الأيام المقبلة إلى سلطنة عُمان، حيث يوجد مقر كبير مفاوضي الحوثيين، وإلى مدينة عدن الساحلية في جنوب اليمن، حيث يقع مقر الحكومة المدعومة من السعودية، لإجراء محادثات.

وذكرت إسميني بالا، المتحدثة باسم مكتب غروندبرغ، بأن مبعوث الأمم المتحدة يناقش مع الطرفين تجديد الهدنة الحالية، بما في ذلك إمكانية تمديدها لفترة أطول ولكن "لا يمكنه مناقشة التفاصيل في الوقت الحالي".

وأكدت بالا أن "السيد غروندبرغ سيواصل اتصالاته المكثفة مع الأطراف في الأيام المقبلة".

ومضت تقول: "نأمل أن يتعامل الطرفان مع جهوده بشكل بناء، وألا يفوتوا هذه الفرصة للتوصل إلى نهاية عادلة ومستدامة للصراع في اليمن".

ويواجه الطرفان إحباطات فيما يتعلق بتنفيذ البنود الكاملة للاتفاق، بما في ذلك السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وبعض الرحلات الجوية التجارية من العاصمة صنعاء، الخاضعة أيضًا لسيطرة الحوثيين، ومحادثات لإعادة فتح الطرق في منطقة تعز المتنازع عليها.

وذكرت المصادر، أن السلطات المدعومة من السعودية تلقي باللوم على الحوثيين في عدم إعادة فتح الطرق الرئيسية في تعز وتتهمهم بعدم تقاسم عائدات الضرائب من ميناء الحديدة، فيما يتهم الحوثيون التحالف بتقليص عدد سفن الوقود التي تصل إلى الحديدة خلال الأسابيع الأخيرة، وذكروا أن مصر لم تسمح بأكثر من رحلة واحدة من صنعاء إلى القاهرة.

استحقاقات أخرى

وفي هذا الإطار، أوضح ياسين التميمي، الباحث السياسي المتخصّص في الشأن اليمني، أن الرفض الحوثي يأتي من باب كيفية توظيف الملف اليمني والحرب اليمنية لصالح استحقاقات أخرى، من ضمنها الملف النووي الإيراني.

وقال التميمي، في حديث إلى "العربي"، أمس الأحد، من إسطنبول"، إن الحديث عن تمديد الهدنة من دون الرجوع إلى بقية الأطراف هو نوع من الاستفزاز الذي قد يقود إلى إفشال الهدنة بشكل كامل.

وأجرى ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وسلطنة عُمان محادثات افتراضية اليوم الإثنين لمناقشة تمديد الهدنة، وقال أحد المصدرين إنه من المتوقع أن يبدأ المبعوث الأميركي لليمن تيموثي ليندركينغ زيارة للمنطقة غدًا الثلاثاء.

وتحاول السعودية الخروج من الحرب المكلفة التي أضرت بسمعتها ودفعت واشنطن إلى فرض قيود على مبيعات الأسلحة إلى الرياض.

وقال أربعة أشخاص مطلعين إن إدارة بايدن تدرس استئناف المبيعات الأميركية للأسلحة الهجومية إلى المملكة، لكن من المتوقع أن يتوقف أي قرار نهائي على النجاح في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في اليمن.

المصادر:
العربي - رويترز
شارك القصة