في سابقة من نوعها للدولة المعروفة تاريخيًا بحيادها، وافق المجلس الاتحادي السويسري اليوم الأربعاء على الانضمام إلى مبادرة "درع السماء" الأوروبية التي تهدف إلى بناء نظام متكامل للدفاع الجوي والصاروخي في أنحاء أوروبا.
يأتي ذلك، بعدما كانت سويسرا قد وقعت إعلان نوايا للانضمام إلى هذه المبادرة، في يوليو/ حزيران من العام الماضي.
وأوضح المجلس الاتحادي في البيان الصادر عنه اليوم، أنه "حتى بعد توقيع إعلان العضوية، تظل سويسرا حرة في اتخاذ قراراتها بشأن مجالات ومدى مشاركتها في مبادرة درع السماء الأوروبية وأنظمة الدفاع الأرضي الجوي، التي تخطط للحصول عليها".
أما "درع السماء"، فهو مشروع أوروبي مشترك للدفاع الجوي أطلقته ألمانيا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022 لتعزيز الدفاع الجوي الأوروبي، في أعقاب الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.
أهداف "درع السماء"
وتهدف مبادرة "درع السماء" إلى خفض التكاليف على الدول المنضمة، من خلال تنسيق عملية شراء أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي بشكل متكامل لحماية سماء أوروبا، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجال التدريب والصيانة والخدمات اللوجيستية.
فيعتمد مشروع "درع السماء" على 3 أنظمة للدفاع الجوي؛ هي النظام الألماني المضاد للطائرات آيريس تي" للدفاع قصير المدى، ونظام "باتريوت" الأميركي متوسط المدى، ونظام "آرو 3" الأميركي الإسرائيلي للمدى البعيد.
ووقعت على هذه المبادرة 11 دولة من بينها: ألمانيا، وبريطانيا، وفنلندا، ودول أخرى غير أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
في المقابل، ترفض هذا المشروع دول أوروبية هي بدورها ضمن "الناتو"، كفرنسا وإيطاليا.
ضغوط متزايدة
إلى ذلك، تتعرض سويسرا المحايدة لضغوط متزايدة من جيرانها الأوروبيين منذ بداية الحرب على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، من أجل إفساح المجال لدعم كييف عسكريًا عبر السماح بإعادة تصدير الأسلحة سويسرية الصنع.
في هذا الصدد، كانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد حذّرت يوم الخميس الفائت، من أنه إذا لم تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها، فهناك خطر من أن تتقدم الحرب نحو حدود أوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو".
فشدّدت بيربوك على أنه في حال فشل أوكرانيا في "الدفاع عن حرية أوروبا"، فإن خطر الحرب قادم على برلين، وعلى بروكسل مركز الاتحاد الأوروبي.