تتحضر حديقة حيوانات في أوكرانيا لاتخاذ القرار الأصعب. فبعدما هدّد القصف الروسي المستمر على مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد بفرار الحيوانات المفترسة من أقفاصها، قد يجد القائمون على الحديقة أنفسهم أمام خيار قتلها حرصًا على عدم مهاجمتها سكان المدينة والقرى المجاورة.
وعلى مدى أسابيع الحرب، ظلّت الأسود والنمور والدببة صامدة في أقفاصها بحديقة Feldman Ecopark في خاركيف، رغم ما لحق بها من خراب، ويصف مالك المكان ألكسندر فيلدمان عدم إفلاتها بـ"المعجزة"، فيما يشير إلى أن الحديقة باتت "مُدمرة عمليًا".
غير أنه يقول: إن قصفًا آخر، يُحتمل أن تصبح معه الحيوانات المفترسة حرة، فتتجه نحو خاركيف أو ما يجاورها من قرى، مؤكدًا أنه لا يمكن السماح بذلك.
"الأولوية حياة الناس"
وكانت الحديقة قد أخلت بعض الحيوانات، ومن بينها الكنغر. وبينما تسعى جاهدة إلى نقل المفترس منها إلى بولتافا، لتؤويها في مجمع قديم لركوب الخيل، يخشى فيلدمان ألا يكون ذلك ممكنًا.
وفي هذا الصدد، يشدد على أنه إذا ما تعذر ذلك، فسيكون الخيار الوحيد هو قتلها بشكل رحيم.
وينقل عنه موقع "ديلي ميل" وصفه للأمر بالمؤلم، فيما يشدد على أن الأولوية الآن هي حياة الناس.
وكان القصف قد أدى في 17 مارس/ آذار الماضي إلى مقتل اثنين من حيوان إنسان الغاب والشمبانزي. ثم قُتل تسعة غزلان وهرب 20 منها إلى الغابة بعد يومين.
وناشد فيلدمان للحصول على مساعدة مالية لإنقاذ جميع الحيوانات، التي يمكن إنقاذها من القصف الروسي.
ويتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ 41. وعلى غرار مدن أوكرانية أخرى، تعرّضت خاركيف لقصف مكثف.
وقد أفادت بلدية المدينة الأحد الماضي، أن سبعة أشخاص قُتلوا وأُصيب 34 آخرون في قصف روسي طال حيًا سكنيًا.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، قد أشارت أخيرًا إلى تضرّر ما لا يقل عن 53 موقعًا ثقافيًا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، من بينها 18 في خاركيف.