الجمعة 17 مايو / مايو 2024

"لصد دعاية بوتين الحربية".. قراصنة يخترقون وكالة روسكومنادزور الروسية

"لصد دعاية بوتين الحربية".. قراصنة يخترقون وكالة روسكومنادزور الروسية

Changed

تقرير حول الصراع الإعلامي المحتدم بين روسيا والغرب (الصورة: غيتي)
اقتحمت مجموعة القراصنة المجهولين "أنونيموس" وكالة "روسكومنادزور" الفيدرالية وسربت وثائق سرية تظهر رقابة الكرملين على كل ما يناقض الرواية الروسية. 

اخترقت مجموعة القراصنة المجهولين "أنونيموس" وكالة الرقابة على وسائل الإعلام الروسية، وأصدرت 340 ألف ملف في أحدث تقويض لحملة الدعاية الحربية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

وبحسب الصحيفة، فقد اقتحم قراصنة وكالة "روسكومنادزور" الفيدرالية لسرقة الوثائق السرية التي نقلوها بعد ذلك إلى منظمة "دي دو سيكريتس" (DDoSecrets)، التي نشرتها عبر الإنترنت.

وتُظهر الملفات التي يبلغ حجمها 820 جيغابايت من رسائل البريد الإلكتروني والمرفقات، والتي يعود تاريخ بعضها إلى 5 مارس/ آذار، كيف أن الكرملين يفرض رقابة على أي شيء يشير إلى "غزوهم الوحشي لأوكرانيا، والذي تسميه موسكو بدلًا من ذلك عملية عسكرية خاصة".

وبحسب المنظمة التي نشرت الوثائق، قالت "أنونيموس" إنها "شعرت بشكل عاجل بأنه يجب على الشعب الروسي الوصول إلى معلومات حول حكومتهم".

وتتعلق الملفات بجمهورية باشكورتوستان الروسية، وهي واحدة من أكبر  الكيانات الفدرالية في روسيا التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة.

هل سينقطع الإنترنت في روسيا؟

وبحسب "ديلي ميل"، يُخشى أن تنقطع روسيا عن الإنترنت العالمي في أي وقت من اليوم، ويأمل المتسللون أن يتم مشاركة البيانات على نطاق واسع في البلاد قبل أن يتم ذلك، مما يفضح الرقابة على رأس الحكومة.

وتدعو رسالة من أندريه تشيرنينكو نائب الوزير الرقمي الروسي، المواقع الإلكترونية الروسية المملوكة للدولة إلى تكثيف الإجراءات الأمنية بحلول اليوم. كما أمرهم بالانتقال إلى الخدمات المحلية وإزالة كود JavaScript الذي تم تنزيله من مصادر أجنبية.

كما وجّه الوزير خدمات المواقع الإلكترونية للتحول إلى خوادم نظام أسماء النطاقات "دي أن أس" (DNS) على الأراضي الروسية. ويسمح نظام أسماء النطاقات العالمي للأشخاص في جميع أنحاء العالم باستخدام الإنترنت بسهولة وحرية، مما يشير إلى أن روسيا يمكنها عزل نفسها عن النظام وتنفيذ النظام الخاص بها.

وبحسب الصحيفة، تزعم روسيا أن التوجيه يهدف فقط إلى تعزيز الأمن في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتكررة، لكن الخبراء يخشون أن يكون علامة على أن روسيا قد تفصل نفسها عن الإنترنت العالمي.

وقال ميخائيل كليماريف، مدير جمعية حماية الإنترنت: "من الخارج يبدو الأمر وكأنه إعداد لرونيت السيادي".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، زعمت مجموعة "أنونيموس" أنها اخترقت التلفزيون الروسي الحكومي لبث لقطات للحرب في أوكرانيا.

وقالت المجموعة: "إنها استهدفت روسيا 24 والقناة الأولى وموسكو 24 لإظهار حقائق الغزو الوحشي".

وتضمن جزء من اللقطات التي بثت على التلفزيون الروسي رسالة مفادها أن "عامة الروس يعارضون الحرب" وحثهم على معارضة الهجوم، بحسب "ديلي ميل". 

قيود روسية

وقامت وكالة "روسكومنادزور"، التي تشرف على وسائل الإعلام في روسيا بتقييد الوصول إلى "فيسبوك" و"تويتر" قبل حظرها وهددت أيضًا بحظر "ويكيبيديا"، بسبب مقالها عن الهجوم الروسي على أوكرانيا. 

وفي 24 فبراير/ شباط، أمرت الوكالة جميع وسائل الإعلام باستخدام مصادر المعلومات الرسمية التي تقرها الدولة فقط أو مواجهة عقوبة شديدة لنشر "أخبار كاذبة".

وتم حظر استخدام كلمات "الحرب" و "الغزو" و"الهجوم" عند وصف الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقامت الجهة المنظمة لوسائل الإعلام أيضًا بتحرير ملفها الشخصي على "تيليغرام" لاستغلال حرف Z في اسم الوكالة بعد أن أصبح رمزًا للهجوم الروسي.

وعلى مدار العقد الماضي، طالبت الرقابة الشركات الأميركية بما في ذلك "غوغل" بإزالة المحتوى الموجود في الاحتجاجات الأوكرانية، حسبما ذكرت مجلة "فوربس".

حرب الإعلام

ومع اندلاع النزاع في أوكرانيا، باتت وسائل الإعلام التي قد يكون تأثيرها أشد فتكًا من الآليات العسكرية، ساحة أخرى للحرب بين روسيا والغرب.

فقد أعلن الاتحاد الأوروبي منع بث قناتي "آر تي" و"سبوتنيك" الروسيتين الحكوميتين على أراضيه بتهمة تشويه الحقائق، متهمًا إياهما بأداء دور حاسم في دعم الحرب ضد أوكرانيا وزعزعة استقرار الدول المجاورة.

بعد ذلك، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا جديدًا ينص على فرض غرامة كبيرة والسجن 15 عامًا عند نشر "معلومات كاذبة" على حد وصفه، تتعلق بالقوات المسلحة. ويجرّم القانون أيضًا الدعوة إلى فرض عقوبات على موسكو، كما يجرم الاحتجاج على الحرب.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close