الجمعة 17 مايو / مايو 2024

لقاء "بنّاء" بين ماكرون وشولتس.. محاولة لنزع فتيل التوترات الفرنسية الألمانية

لقاء "بنّاء" بين ماكرون وشولتس.. محاولة لنزع فتيل التوترات الفرنسية الألمانية

Changed

"العربي" ينقل خبر استعداد الاتحاد الأوروبي لإنشاء قوة عسكرية مشتركة (الصورة: رويترز)
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الألماني أولاف شولتس في قصر الإليزيه بباريس، لبحث العلاقات الثنائية.

تخلل الاجتماع الذي عُقد اليوم الأربعاء في باريس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس حوار "ودّي" و"بنّاء"، حسبما أعلنت باريس وبرلين، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين العديد من الخلافات.

وقال مصدر دبلوماسي ألماني لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ اللقاء الذي استمرّ ثلاث ساعات وانتهى باجتماع ثنائي بين ماكرون وشولتس، أتاح مناقشة "الآفاق التي تريد ويجب أن تذهب أوروبا باتجاهها"، بينما من المتوقع أن يؤدّي في الأسابيع المقبلة إلى "تعاون جيّد للغاية ومكثّف للغاية".

"تبادل بنّاء" للآراء

من جهته، رحّب الإليزيه بتبادل "بنّاء جدّاً"، ناقش خلاله الزعيمان "العلاقة الفرنسية الألمانية بروح من العمل الوثيق على المديين المتوسط والبعيد".

كذلك، اتّفق الزعيمان بشكل خاص على حقيقة أنّ الاتحاد الأوروبي يواجه "واحدة من أهم الأزمات في تاريخه"، ممّا دفعهما إلى التطرّق إلى مسائل "الأمن والدفاع"، ومسألة "الطاقة والإمدادات في ظلّ ارتفاع الأسعار" أو حتى مسألة الابتكار، حسبما أكد المصدر الدبلوماسي الألماني للوكالة الفرنسية.

وفي هذا السياق، أكّد شولتس أنّ فرنسا وألمانيا تبقيان "متقاربتين" جدًا و"تخوضان التحدّيات معًا".

وقال المستشار الألماني في تغريدة: "كان نقاشًا مهمًّا وجيّدًا جدًا اليوم حول إمدادات الطاقة الأوروبية وارتفاع الأسعار ومشاريع التسلّح المشتركة".

ماكرون مستقبلًا شولتس في قصر الإليزيه بباريس – رويترز
ماكرون مستقبلًا شولتس في قصر الإليزيه بباريس – رويترز

وتعدّ المواضيع الثلاثة الآنفة الذكر، مصدر توتّر بين العاصمتين باريس وبرلين، إذ إنهما لا تملكان الأفكار نفسها بشأن وسائل مكافحة ارتفاع أسعار الطاقة على سبيل المثال.

من جهته، أعلن الإليزيه أنه "تمّ تشكيل مجموعات عمل بشأن هذه المواضيع الثلاثة، ستقودان الحكومتين للعمل بشكل وثيق في الأيام المقبلة من أجل الخطوات التالية".

كذلك، اتفق الزعيمان على تبادلٍ "قبل وبعد" زيارة مقبلة للمستشار الألماني للصين ورحلة مرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة.

وتصاعدت الخلافات بين البلدين، منذ انطلاق الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر من تولي شولتس لمنصبه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فقد أدى اتخاذ بعض القرارات إلى تصاعد الضغط بين الطرفين بشكل غير مباشر.

"زواج الضرورة"

وتعليقًا على هذا اللقاء، اعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي أنه "زواج الضرورة" بين فرنسا وألمانيا، مضيفًا "هذه ليست أزمة أساسية، بل قاعدة العلاقة".

وقال الخبير في السياسة الألمانية في معهد مونتاني الفرنسي ألكساندر روبيني-بورغومانو "هذه العلاقة الفرنسية الألمانية شهدت دائمًا فترات برودة ولحظات من التوتر ثم إحماء من جديد".

وأضاف بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية: "غالبًا ما تتوصل فرنسا وألمانيا إلى تخطي خلافاتهما لطرح حلّ مشترك في فترات الأزمات التي تكون فيها الاستجابة الأوروبية أساسية".

إلا أن هذا الأمر قد يكون أكثر صعوبة مع قادة لم يطوّروا علاقة شخصية متينة، بحيث أوضح المصدر الدبلوماسي "أن ماكرون والمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل كانا يتراسلان يوميًا. لا أعتقد أن ماكرون وشولتس يتحدثان يوميًا".

محور الخلافات

أما التباعد داخل البيت الأوروبي فبدأ عقب إقرار برلين إنفاق ما يصل إلى 200 مليار يورو لدعم أسعار الغاز المرتفعة، ورفضها تحديد سقف لأسعار الطاقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أثار قلق عواصم أوروبية تخشى تأثير القرار الألماني على تكاليف الطاقة لديها.

كما تتلقى فرنسا طلبات التزام للتعاون في مجال الدفاع، نظرًا لخطط ألمانيا لإنشاء درع صاروخية مع دول أخرى من حلف شمال الأطلسي باستخدام معدات أميركية، فتواجه المشاريع المشتركة طويلة الأجل لتطوير مقاتلات ودبابات جديدة إحجامًا من شركات الأسلحة الكبرى تفاقم منذ اندلاع الحرب.

وظهر عمق الخلافات، في التأجيل الأخير لاجتماع وزاري مشترك بين باريس وبرلين، في أول لقاء من نوعه مذ أصبح شولتس مستشارًا.

وتختلف برلين وباريس بشأن تكييف الاتحاد الأوروبي، ليكون مرنًا أكثر في مواجهة التحديات الجديدة ولاستقبال أعضاء جدد بشكل أسرع.

 قوة عسكرية أوروبية مشتركة

يأتي ذلك، في أعقاب استعداد الاتحاد الأوروبي لإنشاء قوة عسكرية مشتركة للتدخل السريع، بقايدة ألمانيا.

فقد عقدت اللجنة العسكرية في الاتحاد الأوروبي يوم أمس اجتماعًا مغلقًا على مستوى رؤساء الأركان، تناول تشكيل هذه القوة وتطوير قدراتها العسكرية، في أول إجراء من نوعه في تاريخ الاتحاد.

وستبدأ القوة العسكرية المشتركة تدريباتها عام 2023، على أن يكون قوامها 5000 جندي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close