الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

لكبح أسعار الطاقة.. قادة أوروبا يتفقون على "خارطة طريق" في بروكسل

لكبح أسعار الطاقة.. قادة أوروبا يتفقون على "خارطة طريق" في بروكسل

Changed

نافذة لـ "العربي" حول اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين في براغ لتثبيت أسعار الطاقة (الصورة: غيتي)
يحاول القادة الأوروبيون تجاوز انقساماتهم والتوصل إلى استجابة مشتركة للارتفاع الهائل في أسعار الطاقة في ظل توتر فرنسي ألماني.

تمكّن قادة الاتحاد الأوروبي ليل الخميس الجمعة، من الاتفاق في العاصمة البلجيكية بروكسل على "خارطة طريق"، تهدف إلى وضع إجراءات في الأسابيع المقبلة لوقف ارتفاع أسعار الطاقة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "لدينا الآن خريطة طريق جيدة جدًا"، بينما تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن "الاتفاق على حزمة من الإجراءات" التي يجب الآن "التعامل معها بدقة".

وكتب ميشال عبر موقع "تويتر": "الوحدة والتضامن يسودان. اتفاق على العمل على تدابير لاحتواء أسعار الطاقة للمنازل والشركات"، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.

لكن المستشار الألماني أولاف شولتس أوضح أنه إذا لم يتمكن وزراء الطاقة من الاتفاق على نسخة نهائية، فستكون هناك حاجة إلى قمة جديدة لرؤساء الدول.

وبحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يمكن تنفيذ الآليات المتوخاة "في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول أو بداية نوفمبر/ تشرين الثاني". وقال إن: القادة "أرسلوا إشارة واضحة جدًا إلى الأسواق بشأن تصميمهم ووحدتهم".

ووفق الخلاصات التي صدرت في نهاية الاجتماع، يطلب رؤساء الدول والحكومات من المفوضية أن تقدم لهم "على وجه السرعة قرارات ملموسة" بشأن مجموعة من الإجراءات لكبح أسعار الغاز المتقلبة.

واتفقت الدول الـ 27 على تعزيز المشتريات المشتركة للغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي. ودعت هذه الدول أيضًا إلى "تسريع مفاوضاتها" مع الدول المنتجة "الموثوقة" مثل النروج والولايات المتحدة، من أجل "الاستفادة من الثقل الاقتصادي" للاتحاد الأوروبي.

ويجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بروكسل، في محاولة لتجاوز انقساماتهم والتوصل إلى استجابة مشتركة للارتفاع الهائل في أسعار الطاقة، على خلفية توتر فرنسي ألماني.

حرب الطاقة

وتتبادل روسيا والغرب الاتهامات بشأن المسؤولية عما يُعرف بـ "حرب الطاقة"، إذ اعتبرت أوروبا أن موسكو تستخدم الطاقة سلاحًا ضدها بسبب العقوبات المفروضة عليها على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وخلال أسبوع الطاقة الذي احتضنته موسكو قبل أيام، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده مستعدة لتزويد الاتحاد الأوروبي عبر خط نورد ستريم بأحجام إضافية خلال فضل الشتاء، محملًا الساسة الأوروبيين مسؤولية أزمة الطاقة.

وتسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء في هذا الصدد بسبب المصالح المتعارضة أحيانًا للدول الأعضاء، لذا فهي بحاجة إلى تحرك سريع.

وأكد رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو خلال الأسبوع الجاري أن هذه القمة هي "الأهم منذ فترة طويلة". وقال إنه إذا لم يؤد ذلك إلى "إشارة سياسية واضحة بأن لدينا الإرادة للتوقف عن تحمل أسعار الغاز المرتفعة"، فسيشكل هذا "فشلاً لأوروبا".

تسوية الخلافات الألمانية الفرنسية

وتخشى آلاف الشركات الأوروبية على بقائها بسبب المنافسة من جانب الولايات المتحدة وآسيا حيث ظلت الأسعار أقل ارتفاعًا. وفي ألمانيا وفرنسا، ضمت تظاهرات آلاف الأشخاص احتجاجًا على غلاء المعيشة.

والخميس، عقد لقاء بين ماكرون وشولتس لمحاولة تسوية خلافاتهما قبل بدء الاجتماع مباشرة. وتوقع دبلوماسيون عدة أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات. وانتقدت وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا تيريسا ريبيرا صراحة عمل المفوضية الأوروبية في مقابلة مع "فرانس برس". وقالت إن "الاقتراحات لا تزال خجولة بعض الشيء ولا نزال نفتقر إلى إجراءات ملموسة لغالبية المسائل".

وخلال قمة براغ الأخيرة في وقت سابق من الشهر الجاري التي عُقدت من أجل بحث الاتفاق المحتمل لتثبيت أسعار الطاقة والاستعدادات لفصل الشتاء، حمل قادة عدة على رئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لايين. واتهمها رئيس الحكومة البولندي ماتيوش كورافيتشي خصوصًا بتمثيل المصالح الألمانية.

"الآلية الأيبيرية"

إلا الانقسامات تسود بين الدول الـ 27 التي تعتمد مزيجًا مختلفًا من مصادر الطاقة. فبعضها يعتمد على النووي وأخرى على الغاز أو حتى الفحم لإنتاج الكهرباء.

وتنقسم هذه الدول أيضًا حول مسألة تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم لانتاج الكهرباء. وتطبق آلية كهذه في إسبانيا والبرتغال حيث سمحت بتراجع الأسعار.

وتطالب دول عدة مثل فرنسا بتوسيع هذه الآلية "الأيبيرية" لتصبح على مستوى الاتحاد الأوروبي. لكن ألمانيا تعارض ذلك فضلًا عن دول شمالية عدة من بينها الدنمارك وهولندا المتحفظة على تدخل السلطات بالأسواق. وترى برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعيًا يضر بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيد من الاستهلاك.

وقال شولتس الخميس في حديث أمام النواب قبل بدء قمة الاتحاد الأوروبي إن: وضع سقف لأسعار الغاز لا يمكن أن ينجح إلا من خلال تعاون وثيق مع شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي، مثل كوريا الجنوبية واليابان.

وتطالب مسودة نتائج القمة المفوضية بإعداد اقتراح حول هذه الآلية. وقالت فون دير لايين الأربعاء إن "النمط الأيبيري يستحق أن يُدرس. لا تزال بعض المسائل عالقة لكني لا أريد إهمال أي احتمال".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close