رغم إدراكهم لأهمية ترطيب أجسامهم، ولا سيما في فصل الصيف، إلا أن كثرًا يقرّون بأنهم لا يشربون الكميات الكافية لأنهم ببساطة "لا يحبّون الماء".
مبرّر هؤلاء أنهم "لا يستسيغون طعم الماء"، وفق تعبيرهم. ومع ذلك، فإن منهم من يسعى إلى التعويض عبر البدائل التي تمدّ أجسامهم بالسوائل، فماذا يقول المتخصّصون؟
الماء أساسي لوظائف الجسم
يشكل الماء حوالي 70% من تكوين جسم الإنسان، ويُعد استهلاكه أساسيًا لكل وظائف الجسم، بما في ذلك الحفاظ على صحة الأعضاء وعملها.
ويذكّر المختصون من يهملون شرب الماء، بأن يعوّدوا أنفسهم على ذلك. من خلال توزيع الكميات على أوقات مختلفة من اليوم، وإبقاء زجاجة أو كوب من الماء في متناول اليد خلال العمل.
ومنهم من يحضّ أيضًا على استخدام التطبيقات، على غرار تلك التي كان شاع اعتمادها لتنظيم المهام اليومية.
ويشير موقع "Healthline"، إلى إمكانية استخدام إشعارات الهاتف أو الساعة الذكية للتنبيه، أو التذكير بشرب الماء، كل نصف ساعة على سبيل المثال.
وفي حين قد تتباين الكميات الموصى بها من الماء يوميًا بين دراسة وأخرى، إلا أنها تتفق على ضرورة الحرص على شربه.
وتذهب الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب إلى الإشارة، إلى أن الكمية الموصى بها من السوائل للرجال هي 3.7 ليتر يوميًا، وللنساء 2.7 ليتر. ويعني ذلك أن الكمية تشمل إلى جانب الماء مصادر أخرى كالعصائر والطعام.
وفي هذا الصدد، كانت اختصاصية التغذية بشاير البدر توقفت في حديث أرشيفي لـ"العربي" عند ما شهده العقد الأخير من حيث اعتبار أنّ الماء ليس وحده العنصر الأساسي لترطيب الجسم من قبل المختصين. وقالت إن الشاي والقهوة باتا يحتسبان ضمن الحصيلة الكلية للسوائل اليومية.
وبينما نصحت بالتوجه إلى الماء بالدرجة الأولى، تطرقت إلى الأغذية كمصدر للسوائل وتحديدًا تلك التي تكون بغالبها مركبة من الماء؛ على غرار البطيخ الأحمر الذي يحتوي على ما يقارب 90% ماءً.
وبينما ذكرت من الخضار الخيار مثالًا على الأنواع التي تحتوي على كميات من الماء، إلا أنها استبعدت أن تقي الخضار والفواكه تمامًا من الجفاف إن لم يقم الفرد بشرب الماء.
خيارات لمن "لا يستسيغون طعم الماء"
ما لم تكن تحتوي على الكافيين، يُمكن استهلاك المشروبات الساخنة بكميات كبيرة للحصول على السوائل، مع وجوب الانتباه إلى مقدار السعرات الحرارية في حال إضافة الحليب أو السكر.
وبينما توصف الزهورات بأنها خيار أمثل، لا ينسحب الأمر على النساء المرضعات، إذ يمكن لبعض الزهورات أن تؤثر على إدرار الحليب أو تتعارض مع بعض الأدوية، وفق البدر.
إلى ذلك، يُمكن لمن "لا يستسيغون طعم الماء" أن يجدوا في العصائر التي يتم تخفيفها بالماء خيارًا جيدًا، ولا سيما أن إضافة الأخير يخفف من محتواها من السكر.
كما كانت البدر تحدثت عن إمكانية إضافة منكهات خالية من السكر والسعرات الحرارية إلى الماء، وكذلك بعض شرائح الفاكهة والنعناع إليه.
إليكم بعض الوصفات
وفي هذا الشأن، كانت اختصاصية التغذية نور قره علي قدمت عبر "العربي" مجموعة من الخلطات لمن "لا يستسيغون طعم الماء"، أو لا يحبون شربه.
تُحضر إحدى هذه الوصفات عبر إضافة ملعقة من خل التفاح أو خل الرز، وملعقتين من عصير الليمون الحامض، وملعقة من القرفة، إلى نصف ليتر من الماء. بعد ذلك، يحفظ الخليط في الثلاجة ويُشرب في اليوم التالي بعد إضافة قطع من التفاح إليه.
خليط ثان يضم قطعًا من الخيار والبرتقال تُضاف إلى نصف ليتر من الماء، ويُترك ليلة كاملة في الثلاجة. ويحتوي آخر على الكرز والليمون الحامض، إلى جانب الماء ويترك أيضًا في الثلاجة خلال الليل.
وذكرت قره علي بفوائد ما تقدم من مكونات، ومنها على سبيل المثال الكرز وما يحتويه من مضادات أكسدة والليمون بما فيه من ألياف تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.