الخميس 2 مايو / مايو 2024

"لولا تغير المناخ".. دراسة تشرح أسباب موجة الجفاف في القرن الإفريقي

"لولا تغير المناخ".. دراسة تشرح أسباب موجة الجفاف في القرن الإفريقي

Changed

الباحث في الشأن الغذائي محمد الناير يدعو الاتحاد الإفريقي إلى التحرك الفوري لتجنب حدوث مجاعة في القارة السمراء (الصورة: وكالة قنا)
عانت إثيوبيا وكينيا والصومال من خمسة مواسم شحيحة المطر منذ أكتوبر 2020، ووصفتها منظمات الإغاثة بأنها "أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما".

أكدت دراسة علمية نُشرت اليوم الخميس، أن الجفاف الشديد الذي يضرب القرن الإفريقي نجم عن تضافر غير مسبوق لنقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وما كان ليحدث لولا انبعاثات غازات الدفيئة، مما جعل حوالي 4.35 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

والأسباب المؤدية للجفاف معقدة، لكنّ فريقًا من علماء المناخ الدوليين من مجموعة وورلد ويذر أتريبيوشن (دبليو.دبليو.إيه) وجد أن زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تجعل حدوث الجفاف أكثر احتمالًا بما لا يقل عن 100 مرة.

تغيرات المناخ أثرت على الأمطار

وأشارت شبكة "وورلد ويذر اتريبيوشن" (دبلو دبليو ايه)، التي تجري تقييمًا للعلاقة بين العوامل الجوية القصوى وتغيّر المناخ، إلى أنّ التغير المناخي أثّر "بشكل طفيف على كميات الأمطار السنوية" الأخيرة في المنطقة.

لكنه أثّر بشدّة على ارتفاع درجات الحرارة مسؤول عن زيادة حادة في النتح التبخّري الذي أدى إلى تجفيف قياسي للتربة والنباتات.

ومنذ نهاية العام 2020، تشهد دول القرن الإفريقي الأوسع (إثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا والسودان) في شرق القارة الإفريقية، أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ أربعين عامًا.

وعانت إثيوبيا وكينيا والصومال من خمسة مواسم شحيحة المطر منذ أكتوبر تشرين الأول 2020، ووصفتها منظمات الإغاثة بأنها "أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما".

وتشير تقديرات إلى وفاة 43 ألف شخص في الصومال بسبب الجفاف العام الماضي.

وقبل شهرين حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نحو 129 ألف شخص وصلوا إلى الحد الأقصى من انعدام الأمن الغذائي ويواجهون خطر الموت في منطقة القرن الإفريقي الكبرى، وبينهم 33 ألفًا في جنوب السودان و96 ألفًا في الصومال.

جفاف استثنائي

وقالت جويس كيموتاي، عالمة المناخ في هيئة الأرصاد الجوية الكينية والتي عملت مع مجموعة (دبليو.دبليو.إيه) لاستكشاف دور تغير المناخ في الجفاف، إن "تغير المناخ جعل هذا الجفاف استثنائيًا".

ونوهت كيموتاي إلى أن "هذا الجفاف يرجع في الأساس إلى الزيادة الكبيرة في عملية التبخر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة".

وختمت بالقول: أنه على الرغم من التنبؤات الأولية بضعف موسم الأمطار السادس، فإن المنطقة تشهد الآن بعض الأمطار.

بدوره، أوضح عالم المناخ كريس فانك من جامعة كاليفورنيا - سانتا باربرا والذي لم يشارك في التحليل "إذا كانت هناك احتمالية مضاعفة لحدوث جفاف شديد، فإن ذلك يمهد الطريق لهذه الصدمات المتتابعة التي دمرت المنطقة".

وبالإضافة إلى قلة هطول الأمطار على منطقة القرن الأفريقي، فإن ارتفاع درجة حرارة المناخ يعني أن المزيد من المياه تتبخر من التربة وتتسرب من النباتات إلى الغلاف الجوي.

ووجدت هي وفريقها أنه في عالم تقل فيه الحرارة 1.2 درجة مئوية، فإن اجتماع قلة هطول الأمطار والتبخر "لن يؤدي إلى الجفاف على الإطلاق".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close