اعترضت السلطات الأمنية الليبية، أكثر من 500 مهاجر غير نظامي، أثناء شروعهم في الإبحار من الشواطئ الليبية إلى أوروبا، في مشهد متكرر لتدفق المهاجرين عبر سواحل البحر المتوسط.
وأكد مسؤول في جهاز مكافحة الهجرة بوزارة الداخلية الليبية، اليوم الأحد، ضبط 541 مهاجرًا غير نظامي أثناء شروعهم في الهجرة عن طريق البحر إلى أوروبا.
وجرت عملية رصد المهاجرين الطامحين في الوصول إلى دول أوروبا، قبالة سواحل مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة طرابلس).
ونقل المهاجرون ومعظمهم من بنغلادش إلى مركز حكومي لإيواء المهاجرين غير النظاميين في العاصمة طرابلس.
عمليات اعتراض متكررة
وتتكرّر المئات من عمليات اعتراض وإنقاذ المهاجرين إلى جانب تسجيل العشرات من حوادث غرقهم في البحر المتوسط، وعادة ما يستقلون مراكب صيد وقوارب متهالكة.
وتوفي سبعة مهاجرين في 26 يناير/ كانون الثاني 2022، خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط في ظروف مناخية سيئة، وكانوا على متن القارب ما لا يقل عن 280 مهاجرًا انطلقوا من ليبيا وينحدرون من بنغلاديش ومصر ومالي والسودان.
ومنذ اندلاع ثورة 2011 في ليبيا، أصبحت الأخيرة منصة يستغلها المهربون الذين ينظمون رحلات لعشرات الآلاف من المهاجرين معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء لمحاولة عبور البحر الأبيض المتوسط صوب السواحل الجنوبية لأوروبا.
ويقبع هؤلاء المهاجرون في مراكز احتجاز في ظروف محل انتقاد المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.
وجرى إعادة وإنقاذ 32 ألف مهاجر وفقدان ووفاة نحو ألف آخرين قبالة سواحل ليبيا خلال العام الماضي، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
ومنذ مطلع العام الجاري، جرى اعتراض وإنقاذ أكثر من 4 آلاف وتسجيل وفاة نحو 100 مهاجر قبالة سواحل ليبيا، بحسب المنظمة.
وقبل أسبوعين قام عشرات اللاجئين الأفارقة، بتنفيذ اعتصام أمام مقر الأمم المتحدة في تونس للمطالبة بإجلائهم إلى بلدان أخرى.
وفي تونس مهاجرون ولاجئون متحدرون خصوصًا من إفريقيا جنوبي الصحراء يشكون باستمرار من تعرضهم لإساءات لفظية وجسدية.
وكانت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل التابعة للاتحاد الأوروبي، كشفت الثلاثاء الماضي، أن عدد المهاجرين الذين حاولوا دخول الاتحاد الأوروبي من دون إذن في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 2016، حتى مع استبعاد اللاجئين القادمين من أوكرانيا.
وقدرت "فرونتكس" أن أكثر من 40300 "عملية عبور غير شرعية" تم إجراؤها إلى الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، بزيادة قدرها 57% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ودخل الاتحاد الأوروبي عام 2015 أكثر من مليون شخص، معظمهم من سوريا، إضافة إلى العديد من العراقيين، مما أدى إلى اكتظاظ مرافق الاستقبال. وأثار وصولهم أزمة سياسية كبيرة في أوروبا.