تواصل مصر برنامجها الاحتفالي برموز الغناء العربي على مسرح دار الأوبرا الشهير، حيث من المرتقب أن يشهد مساء الخميس إحياء ذكرى رحيل الفنان عبد الحليم حافظ في حفل يحييه الفنان أحمد عفت بقيادة المايسترو محمد الموجى ومشاركة الفنانة فرح الموجى.
وذكرت صحيفة "الأهرام" المحلية أنه من المتوقع أن يتضمن البرنامج مجموعة مختارة من الأعمال الرومانسية الخالدة التي قدمها "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ، وشكلت جزءًا من وجدان الشعب المصري والعربي، ومنها أغنيات "بتلوموني ليه"، "عشانك ياقمر"، "الهوا هوايا"، "على قد الشوق"، "التوبة"، دويتو "حاجة غريبة - تعالى أقولك"، وغيرها.
وشكل "العندليب الأسمر" ظاهرة فنية مميزة، في منتصف القرن الماضي وحتى حقبة السبعينيات، وبات واحدًا من أهم الفنانين الذين مروا في تاريخ الأغنية العربية، حيث لا تزال أغانيه تحظى بشهرة واسعة حتى الجيل الحالي، وتكتسح مواقع التواصل الاجتماعي رغم رحيله في 30 مارس/ آذار 1977 عن عمر ناهز 47 عامًا بعد صراع طويل مع مرض "البلهارسيا".
ومن ضمن مخططات وزارة الثقافة المصرية في إحياء ذكرى كبار رموز الفن، تنظر دار الأوبرا افتتاح متحفي محمد عبدالوهاب والآلات الموسيقية بمعهد الموسيقى العربية اعتبارًا من السبت المقبل، حيث ستمنح الوزارة الجمهور فرصة الدخول المجاني لغاية 14 مارس/ آذار الحالي.
متحف عبد الوهاب
وبهذه المناسبة، تم تخصيص عدة أمسيات لمختلف فرق الموسيقى العربية لتقديم نخبة من أعمال الموسيقار الراحل عبد الوهاب والملقب بـ"النهر الخالد"، وذلك احتفالًا بذكرى ميلاده، ومنها حفل "وهبيات" مساء السبت حيث افتتاح المتحف الخاص به.
وقالت الصحيفة نفسها، إن المتحف يضم عدة قاعات، إحداها تحمل اسم (قاعة الذكريات) التي تلقي الضوء على طفولة "موسيقار الأجيال" ونشأته وخطواته الأولى في عالم الموسيقى والسينما والجوائز والتكريمات التي حصل عليها.
أما الجناح الثاني فيضم عددًا من الغرف الخاصة بمنزله مثل غرفة نومه، ومكتبه الخاص ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه، وبعض متعلقاته الشخصية، إلى جانب قاعة للسينما تضم كل الأفلام التي قام بتمثيلها.
الآلات الموسيقية
أما متحف الآلات الموسيقية، فسيحتوي على مجموعة من الآلات القديمة التي تم العثور عليها أثناء ترميم مبنى معهد الموسيقى العربية وتم تجديدها وعرضها طبقًا لطبيعتها.
وسيضم المتحف المخصص للآلات الموسيقية آلة "المندولين" المعدنية التي عزف عليها محمد عبد الوهاب لحن أغنية عاشق الروح بفيلم "غزل البنات" الذي عرض لأول مرة عام 1949.
وتحرص مصر على إحياء ذكرى كبار رموز الفن بالبلاد بشكل دائم، ويعد مسرح دار الأوبرا المصرية الكبير، المكان الأنسب الذي تختاره عادة وزارة الثقافة المصرية لهذه المناسبات، بعد أن تم افتتاحه عام 1988 كبديل لدار الأوبرا الأصيلة التي تعود لعهد الخديوي إسماعيل منذ 1896 قبل أن يلتهمها الحريق عام 1971، حيث كانت تعتبر أول دار أوبرا في إفريقيا والشرق الأوسط.
يذكر أن دار الأوبرا الأصيلة، اشتعلت بالنيران في أكتوبر/ تشرين الأول 1971، بسبب ما قيل حينها إنه ماس كهربائي، لكن عدة روايات أخرى لم تكشف السبب الرئيسي لهذه الفاجعة التي قضت على عدة كنوز فنية وأثرية، لاسيما أن سرقات وقعت خلال الحريق الذي استمر لست ساعات، وفق ما أفادت صحيفة "اليوم السابع" في وقت سابق.