السبت 4 مايو / مايو 2024

"مؤامرة على تونس".. سعيّد يدعو لوقف تدفّق "جحافل المهاجرين" الأفارقة 

"مؤامرة على تونس".. سعيّد يدعو لوقف تدفّق "جحافل المهاجرين" الأفارقة 

Changed

نافذة سابقة تعود إلى أكتوبر الماضي تناقش أزمة الهجرة غير النظامية إلى تونس (الصورة: رئاسة الجمهورية التونسية)
يتحدث سعيد عن "هدف غير معلن" للهجرة غير النظامية إلى بلاده، وهو "اعتبار تونس دولة إفريقية فقط لا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية".

شدّد الرئيس التونسي قيس سعيد، على ضرورة اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، واصفًا هذه الظاهرة بأنها "مؤامرة لتغيير التركيبة الديمغرافية" في بلاده، على حدّ قوله.

جاء ذلك، خلال ترؤس سعيد أمس الثلاثاء اجتماعًا لمجلس الأمن القومي التونسي في قصر قرطاج خُصص لمناقشة هذه القضية، "وبحث الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها وفق بيان رئاسة الجمهورية التونسية

وفي كلمته أمام المجتمعين، رأى سعيّد أنّ "الهدف غير المعلن للموجات المتلاحقة من الهجرة غير الشرعية هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط لا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية".

"ترتيب إجرامي"

كما أبدى الرئيس التونسي تشدّدًا كبيرًا حيال تدفّق "جحافل المهاجرين غير النظاميين"، مع ما يؤدّي إليه من "عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلًا عن أنها مجرّمة قانونًا".

يأتي ذلك في وقت نددت فيه أكثر من 20 منظمة حقوقية تونسية هذا الأسبوع بما وصفته "خطاب الكراهية" تجاه المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، واعتقال السلطات التونسية العشرات منهم، مطالبةً بالإفراج عنهم ووضع حد لترحيلهم.

لكن الرئيس التونسي أكّد تمسّكه "بضرورة وضع حدّ بسرعة لهذه الظاهرة"، مشيرًا إلى "ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديموغرافية لتونس" عبر توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس.

واعتبر الرئيس التونسي أن "من يقف وراء هذه الظاهرة يتّجر بالبشر ويدّعي في الوقت نفسه أنه يدافع عن حقوق الإنسان"، على حدّ وصفه.

وبحسب بيان الرئاسة التونسية، دعا سعيّد إلى "العمل على كل الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس وباجتياز الحدود خلسة".

سعيد مترأسًا اجتماع مجلس الأمن القومي – رئاسة الجمهورية التونسية
سعيد مترأسًا اجتماع مجلس الأمن القومي – رئاسة الجمهورية التونسية

"عدو وهمي للتونسيين"

وفي مقابل كلام سعيّد، ثمّة دعوات في تونس للتصدّي لما بات يوصف بـ"خطاب الكراهية والتمييز والعنصرية"، والذي ترفضه المنظمات غير الحكومية، خصوصًا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام.

وفيما دعت هذه المنظمات السلطات التونسية للتصدّي لهذا الخطاب، اتهمت بعض الأحزاب السياسية باعتماد خطاب الكراهية وبالدعاية السياسية بتسهيل من السلطات المحليّة.

وكانت السلطات التونسية قد اعتقلت هذا الشهر، عشرات المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى تونس.

بدوره، وصف المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، اعتقال السلطات التونسية لعشرات المهاجرين بأنه قرار عنصري.

وقال في حديث إلى وكالة "رويترز": "إنه نهج عنصري مشابه للحملات في أوروبا.. الحملة الرئاسية تهدف إلى خلق عدو وهمي للتونسيين لإلهائهم عن مشاكلهم الأساسية".

تونس نقطة العبور

وتمثّل تونس نقطة عبور لآلاف المهاجرين الوافدين من دول جنوب الصحراء والذين ينطلقون في رحلات هجرة غير نظامية بحرية في اتجاه السواحل الأوروبية، خصوصًا نحو إيطاليا.

وتضم هذه الرحلات أعدادًا متزايدة من التونسيين، بالإضافة إلى مواطني بلدان إفريقية أخرى.

وفيما يشكو مهاجرون أفارقة في تونس من التهميش والإقصاء الاجتماعي، حثت بعض الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي السلطات على التدخل لمنعهم من السفر عبر تونس في طريقهم إلى أوروبا أو الاستقرار في البلاد مثلما يفعل الآلاف.

وكان سعيد قد اتّهم في تصريحاته الأخيرة، جهات لم يذكرها بالقيام خلال العقد الماضي بتوطين مهاجرين أفارقة في تونس مقابل المال.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close