الجمعة 3 مايو / مايو 2024

مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.. هل يمهد لتحقيق تقارب سعودي إيراني؟

مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.. هل يمهد لتحقيق تقارب سعودي إيراني؟

Changed

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش دور مؤتمر بغداد في إمكان تحقيق التقارب بين إيران والسعودية (الصورة: غيتي)
أكد المشاركون في بيان مؤتمر بغداد الختامي على المضي قدمًا في التعاون مع العراق ودعم أمنه وسيادته وجهوده لتكريس الحوار سبيلًا لحل الخلافات الإقليمية.

دعا القادة المشاركون في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في منطقة البحر الميت بالأردن إلى دعم الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.

وكان المؤتمر قد عقد برعاية أردنية فرنسية عراقية، حيث حضره مسؤولون من السعودية وإيران إلى جانب آخرين من دول عدة.

وأكد المجتمعون في المؤتمر على دعم العراق، وأدانوا التطرف والإرهاب، مؤكدين في الوقت نفسه دعم المشاريع المشتركة.

وأوضح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المؤتمر انعقد أساسًا لتأكيد الدعم للعراق، ولتأكيد اقتناع كل الدول والمنظمات المشاركة بمركزية أمن العراق واستقراره وسياسته وإنجازاته للمنطقة برمتها وباقتناع كل الدول الموجودة أنه يجب العمل مع العراق.

وتحمل التحديات التي تواجه الحكومة العراقية طابعًا إقليميًا ودوليًا، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي، إذ جاء المؤتمر مظلة لحلها.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين: إننا "نستطيع أن نواجه التحديات، بالعمل المشترك ضمن المنطقة ومع الدول الأخرى، ونعمل بجد من أجل بناء الاقتصاد الوطني".

وفضلًا عن ذلك تم التأكيد على آلية تعاون ثلاثي مشترك، بين الأردن ومصر والعراق، وركز المؤتمر على قطاعات التعاون في مجالات الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي، والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.

أوضح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المؤتمر انعقد أساسًا لتأكيد الدعم للعراق - رويترز
أوضح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المؤتمر انعقد أساسًا لتأكيد الدعم للعراق - رويترز

"خطوة أولى بالاتجاه الصحيح"

وفي هذا الإطار، تحدث مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد الغروي، عن سعي خلال مؤتمر بغداد للقاء أوروبي إيراني، وإيراني سعودي في لقاءات منفصلة عن المؤتمر الذي عُقد في الأردن.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، أن أصل مؤتمر بغداد هو لدعم العراق من خلال دول الجوار، وهذا الأمر حصل من خلال المناقشات والحوارات التي حدثت، مشيرًا إلى أن مثل هكذا مؤتمرات هي حاجة ضرورية للمنطقة وللعراق بعد الاحتلال الأميركي وما تبعه من أزمات.

واعتبر الغروي أن ما حصل في المؤتمر بادرة جيدة، وخطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكنه لا يعني أن الأمور تم حلها، لأن المشكلة بين إيران والسعودية في مختلف ملفات المنطقة عميقة، ولا تقتصر فقط على الموضوع العراقي إنما على ملفات المنطقة كافة، "وآخرها التدخل السعودي في الداخل العراقي خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وما شهدته إيران من احتجاجات"، وفق قوله.

اجتماعات عدة عقدت على هامش مؤتمر بغداد بينها لقاء أوروبي إيراني أثار الانتباه - رويترز
اجتماعات عدة عقدت على هامش مؤتمر بغداد بينها لقاء أوروبي إيراني أثار الانتباه - رويترز

العلاقات الإيرانية السعودية

من جانبه، رد رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري على اتهام الغروي المملكة بالتدخل في الشأن الإيراني، معتبرًا أن ما يحدث في طهران هو إرادة شعبية، وأن الشعب الإيراني هو من يريد الحرية وأن يعيش مثل الشعوب الخليجية والعربية على حد تعبيره.

وحول التقارب الإيراني السعودي، أشار الشهري إلى "دعوات كانت تأتي من طهران وتلقى قبولًا من الرياض، بل المملكة هي من أكدت أن أيديها ممدودة للجمهورية الإسلامية".

وأوضح أن "مؤتمر بغداد يهدف لدعم العراق وإخراجه من أزمته، التي جاءت نتيجة التدخل الإيراني"، معتبرًا كلمة وزير الخارجية السعودي خارطة طريق ليس فقط للعراق بل للمنطقة.

وتابع في حديث إلى "العربي" من العاصمة السعودية الرياض، أن رؤية السعودية 2023، تقوم على الشراكات، والبناء والإعمار، والربط الكهربائي، مشيرًا إلى وجود مجلس تنسيقي سعودي عراقي، و100 شركة سعودية ذهبت إلى العراق، متسائلًا: "من الذي عطل هذه المشاريع؟"

وأردف الشهري أن من قام بذلك هو الحشد الشعبي والسلاح الإيراني، مشددًا على أن المشكلة في العراق هي بسبب الجار الإيراني، أما السعودية والأردن البحرين فهي داعمة حقيقية للعراق وتتمنى له أن يخرج من أزمته.

ولفت إلى وجود دعوات من وزير الخارجية الإيراني أعرب من خلالها عن استعداد بلاده للتفاوض والتقارب والشراكة مع السعودية في أمن الخليج، مشيرًا إلى أن هناك استحقاقات لا بد من تنفيذها لكي تنجح المفاوضات بين البلدين.

وبين الشهري أن الطلبات الخليجية العربية واضحة وهي خروج إيران من الوطن العربي، من العراق، وسوريا ومن لبنان واليمن، حينها سيكون هناك أرضية مشتركة للحديث عنها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close