الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

مؤتمر مانحي "الأونروا".. بين الفشل المالي والمكاسب السياسية

مؤتمر مانحي "الأونروا".. بين الفشل المالي والمكاسب السياسية

Changed

شاركت نحو 60 دولة ومنظمة إنسانية مانحة في مؤتمر "الأونروا" دون التمكن من سد عجز لا يقل عن 100 مليون دولار لهذا العام في ميزانية الوكالة.

اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن مؤتمر مانحي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في العاصمة البلجيكية بروكسل، "نجح سياسيًا لكنه أخفق ماليًا"، وقد جرى جمع نحو 40 مليون دولار وهو مبلغ لا يكفي لسد حاجة الوكالة حتى نهاية العام الجاري. 

وكانت الوكالة تأمل حشد الدعم المالي والوفاء بالوعود السابقة لتتمكن من الاستمرار بعملها والتخطيط لسنوات ثلاث من دون الانزلاق في الانهيار. وشارك في المؤتمر نحو 60 دولة ومنظمة إنسانية مانحة، دون التمكن من سد عجز لا يقل عن 100 مليون دولار، وفق مديرة الاتصالات الاستراتيجية في الوكالة.

نقص الدعم

وخنق الرئيس الأميركي السابق الوكالة بحجب الدعم، لكن لا يبدو أن هناك فرقا بعودة نحو 150 مليون دولار إليها منذ أشهر، حيث تتأخر في سداد رواتب موظفيها، فيما يحتج التلامذة المتضررون على نقص الدعم. 

وفي قوائم المتراجعين عن الدعم دول عربية وغربية. فقد خفّضت بريطانيا منحتها الأساسية إلى نحو 40%، بحسب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.

وفي ظل تراجع الدعم الدولي والعربي للأونروا، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أزمة وجود قد تواجهها الوكالة، وقد تمس 6 ملايين لاجئ فلسطيني في لبنان وسوريا والأردن. 

وقد دفعت الأزمات المتجددة بالوكالة لاتباع إجراءات تقشفية صعبة، ولكن يبقى الأصعب منها أن توظف أزمات الوكالة في عواصف المقار التي تسكنها لتستخدم كجهة سياسية، فقد سبق لرئيس أميركي أن أحكم إقفال الدعم عن الوكالة فاتحًا أبواب أقطار عربية لاتفاقيات تطبيع إسرائيلية.

ماذا حقق مؤتمر بروكسل؟

ويشرح المستشار الإعلامي للأونروا في الشرق الأوسط عدنان أبو حسنة أن الهدف من مؤتمر بروكسل هو تغطية العجز المالي لهذا العام لشهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، حيث تحتاج الوكالة لمبلغ مئة مليون دولار لاستكمال دفع الرواتب والعمليات التشغيلية في مناطق العمليات، وهي سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

ويوضح أبو حسنة، في حديث إلى "العربي" من غزة، أن "الأنروا تعتمد على أكثر من 97% من ميزانيتها على تبرعات طوعية تأتي من الدول المانحة". 

ويشير أبو حسنة إلى أن المؤتمر نحج بجمع 38 مليون دولار، أي انخفض العجز إلى 60 مليون دولار.

ويضيف أبو حسنة: "استطعنا لأول مرة الحصول على تعهدات مالية من ثمانية دول فقط بحوالي 614 مليون دولار وتمتد من عامين إلى خمسة أعوام".

الضغوط الدولية

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي عبد الحميد صيام أن هناك مرحلة جديدة تُفتح الآن بدأت في المؤتمر.

ويقول في حديث إلى "العربي" من نيويورك: "إن الأونروا كانت تعتمد على التبرعات الطوعية لذا كان التمويل ينخفض ويرتفع وفقًا للأهواء السياسية، وهو جزء من الضعف البنيوي في الوكالة". 

ويعتبر أن لازاريني يتابع نهج سلفه في إيجاد وسيلة جمع أموال بطريقة مستمرة وكافية وقابلة للتوقع دون الحاجة لقرع الأبواب باستمرار.

كما يشير صيام إلى استمرار الضغوط الدولية والإسرائيلية على الدول المانحة ومنها الدول العربية التي خفضت تمويلها من 200 مليون دولار إلى أقل من 30 مليونا في الفترة السابقة. 

مكتسبات سياسية

وحول القراءة السياسية لمخرجات المؤتمر، يعتبر الباحث السياسي ساري عرابي أن المؤتمر بدد الجهود التي بذلتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال المرحلة السابقة لشطب القضية الفلسطينية عبر وقف تمويل وكالة "الأونروا" بمبلغ يفوق الـ 300 مليون دولار .

ويقول في حديث إلى "العربي" من رام الله: "إن إعادة إحياء وكالة الأونروا يعيد قضية اللاجئين ويضعها على السكة من جديد".

لكن عرابي يعتبر أن تهميش القضية الفلسطينية لا يزال قائمًا ولو بشكل أكثر نعومة. كما يتخوف من عدم إيفاء الدول المانحة بتعهداتها التي تفتقر للضمانات الكافية. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close