السبت 4 مايو / مايو 2024

مئتا يوم على حرب غزة.. صحف أجنبية تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال

مئتا يوم على حرب غزة.. صحف أجنبية تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال

Changed

أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إسرائيل تستعد لاجتياح رفح- الأناضول
أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن إسرائيل تستعد لاجتياح رفح- الأناضول
استعرضت صحف أجنبية الانتهاكات الإسرائيلية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مشيرة إلى حدوث كارثة إنسانية.

مع مرور 200 يوم على الحرب على غزة، استعرضت صحف أجنبية الانتهاكات الإسرائيلية طوال هذه الفترة، متسائلة متى ستنتهي هذه الحرب وكيف، وأجمعت على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المزعومة وتسببها في كارثة إنسانية بالقطاع. 

حقيقة حرب إسرائيل على غزة

فقد أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّ إسرائيل فشلت في تحقيق هدفيها المزعومين من الحرب، وهما إطلاق المحتجزين والقضاء على حماس، في حين أدَّت معاناة الفلسطينيين إلى تآكل الدعم حتى وسط حلفائها.

وأضافت أن تكلفة الحرب وتكتيكات الجيش الإسرائيلي كانت باهظة؛ فأعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين كبيرة جدًّا وانتشر الجوع على نطاق واسع في غزة، لافتة إلى أن السؤال عما حقّقته إسرائيل ومتى يمكن أن تنهي حربها على غزة وكيف، يخلق توترات عالمية.

وتنقل عن مسؤولين وخبراء أن حماس لا تزال تتمتَّع بالقدرة والمرونة والتمويل والدعم رغم كل الدمار والخسائر في الأرواح، ومن المرجحِ أن تظلّ في غزة عندما تنتهي الحرب.

وبينما تدعي إسرائيل وجود أربعِ كتائب لحماس تتمركز في رفح وأنَّ الطريقة الوحيدة للقضاء عليها هي اجتياح المدينة؛ تنقل الصحيفة أنّ المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الطريقة الوحيدة لحمل إسرائيل على وقف عملية رفح هي من خلال صفقة إطلاق سراح المحتجزين.

إسرائيل تقترب من اجتياح رفح

وفي صحيفة "وول ستريت جورنال تؤكد" كاري كيلر لين أنَّ إسرائيل تستعدّ لاجتياح رفح، مدّعية أنها تريد القضاء على كتائب حماس في المدينة، ولكنّ هدف إسرائيل الإستراتيجيّ على المدى الطويل قد يكون السيطرة على ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر.

وتنقل عن مسؤولين مصريّين مطّلعين أنّ إسرائيل تستعدُّ لنقل الأهالي من رفح إلى خانيونس ومناطق أخرى، وأنّ العملية ستستمرّ من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وستجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى.

وبينما تشير إلى أن توقيت عملية رفح لا يزال غير مؤكّد وأنّ الجيش الإسرائيلي سيحتاج إلى نشر مزيد من القوات في القطاعِ قبل التحرك، تنقل الصحيفة عن مسؤولين أن إسرائيل تخطّط لنقل قوّاتها إلى رفح تدريجيًّا، وأنّ من المتوقَّعِ أن يستمرَّ القتال ستّة أسابيع على الأقل.

ويحذّر محللون من أنَّ أيَّ توغُّل عسكري كبير هو مقامرة إستراتيجية، لا سيما وأنّ ارتفاع عدد الضحايا المدنيين سيؤدي إلى إدانة إسرائيل وإضعاف العلاقات مع الولايات المتحدة.

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية

وفي صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، توقّف مارك هينري عند الانقسام الحاصل داخل الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ الحرب على غزة تدار من قبل حكومة حرب مكوّنة من ثلاثة يواجهون بعضهم وسط انعدام للثقة بينهم.

وبينما أشار إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية شكلت بضغط من الرأي العام ووسائل الإعلام بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بيني غانتس مختلفون في كل القضايا، سواء في القضايا المتعلقة بالعمليات العسكرية أو بالمفاوضات بشأن إطلاق المحتجزين، وحتى بشأن العلاقات مع الحليف الأميركي، ومن دون وجود خطّة لديهم لما بعد الحرب.

ويقول أحد الدبلوماسيين للصحيفة إنَّ أقلَّ ما يمكن قوله هو أنَّ الجيش الإسرائيلي يتلقى أوامر من رئيس وزراء لا يتّفق معه وزير الأمن، وينقل الكاتب عن محللين أنّه بينما السؤال المطروح هو متى سينتهي هذا التحالُف التكتيكي البحت، فإن المعضلة التي يواجهها بيني غانتس هي تحديد الوقت المناسب للاستقالة ودخول السباق على السلطة في مواجهة نتنياهو.

لا يجب تجاهل المجاعة في غزة

وفي إطار الكارثة الإنسانية في غزة، تناول هوارد دبليو فرنش في مجلة "فورين بولسي" الأميركية تجاهل العالم مأساة غزة، مشدّدًا على أن التوتُّر بين طهران وتل أبيب يجب ألا يصرف العالم عن المعاناة الهائلة التي تلاحق الفلسطينيين في غزة وشبحِ المجاعة الّذي يخيم عليهم.

استعرضت صحيفو لوموند شهادات بعض أهالي غزة عن تدمير إسرائيل مجمَّع الشفاء- الأناضول
استعرضت صحيفو لوموند شهادات بعض أهالي غزة عن تدمير إسرائيل مجمَّع الشفاء- الأناضول

وانتقد الكاتب صمت وسائل الإعلام الدَّولية، وقال إنّها لم تفعل سوى القليل لشرح كيف تمكن أهالي غزة من تأمين طعامهم، بينما كانت إسرائيل تفرض قيودًا شديدة على إيصال المساعدات. وأضاف أنّ العالم تخطّى حتى الصدمة اللحظية التي أبداها عقب قتل الجيش الإسرائيلي سبعة من عمال المطبخ المركزيّ العالمي.

الهجوم الإسرائيلي على مستشفى الشفاء

وفي صحيفةِ "لوموند" الفرنسية، استعرضت كلوثيلد مرافكو شهادات بعض أهالي غزة عن تدمير إسرائيل مجمَّع الشفاء أكبر مستشفى في القطاع، مشيرة إلى اكتشاف مقبرتين جماعيتين.

وتقول إحدى الممرضات التي كانت محاصرة في المستشفى إنَّ الجيش الإسرائيلي اعتقل 35 شخصًا من بين 50 شخصًا كانوا يقدمون الرعاية الطبية، وأنَّ من ضمن الموظفين الـ15 الذين بقوا في المستشفى، أخرج الجنود أربعة انتظروهم حتى ابتعدوا وأطلقوا النار عليهم.

بدوره يروي طه مرزوق الذي كان يعمل في قسم الأشعة أنَّ الجيش الإسرائيلي احتجزه لمدّة يومين بملابسه الداخلية وهو معصوب العينين، وأنّه تعرض للضرب المبرح على أيدي الجنود الذين اعتدوا على المرضى أيضًا.

ونقلت الكاتبة أن الطلقات النارية كانت مرئية على بعض الجثامين التي عثر عليها، وتشير إلى تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات إعدام، بينما كانت جثامين أخرى ممزقة إلى أشلاء. ورأت أن تدمير مستشفى الشفاء، قلب النظام الصحي في القطاع الذي تدرّبت فيه أجيال من الأطباء، يزيد من طمس مستقبل غزة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close