الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

متحدثًا عن معاهدة وادي عربة.. حمزة منصور يروي دور "الإخوان المسلمين" في هبة نيسان بالأردن

متحدثًا عن معاهدة وادي عربة.. حمزة منصور يروي دور "الإخوان المسلمين" في هبة نيسان بالأردن

Changed

مقابلة لـ"العربي" مع رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور
تحدث الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور عن موقف الإخوان من هبة نيسان ومعاهدة "وادي عربة"، والأحداث التي رافقت انتخابات عام 1993.

استعرض رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن حمزة منصور أحداث عام 1989 و"هبة نيسان"، في ظهوره الثاني ضمن برنامج "وفي رواية أخرى".

وكانت ما سُمّيت بـ"هبة نيسان" قد انطلقت من جنوب الأردن، بعد احتقان شعبي واحتجاجات وتظاهرات وامتدت لكافة المناطق.

رفض العنف

وحول موقف "الإخوان المسلمين" من تلك الأحداث، أكد منصور أن الجماعة أدركت صعوبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، وكانت تسعى لإصلاح هذا الواقع ولكنها لم تقبل بالعنف بل دعت إلى إصلاح سلمي تحتضنه أوسع قاعدة شعبية.

واعتبر أن ملك البلاد الحسين تلقى الرسالة حينها، وأدرك ضرورة الإصلاح، فبدأ العمل لتحقيقه ولإجراء انتخابات نزيهة. وأضاف منصور: "هذه الانتخابات النزيهة الوحيدة التي رأيناها في البلاد".

وشرح منصور تدرج أحداث "هبة نيسان" عام 1989، حيث واكبها العنف، وقال: "نحن مع الإصلاح السلمي التدريجي".

ورفض منصور ما يُحكى عن أن خيار الجماعة بعدم المشاركة في تلك الاحتجاجات سببه محاولة كسب ود الدولة، مؤكدًا أن الموقف نابع من رفض العنف.

انتخابات عام 1989

وحول قرار مشاركة الإخوان المسلمين في الانتخابات عام 1989، أشار منصور إلى أن خطوات الملك الحسين بدأت بإقالة حكومة زيد الرفاعي التي لم تكن تحظى بثقة الشعب الذي اعتبرها المسؤولة عن الوضع الاقتصادي في البلاد.

لم تشارك جماعة الإخوان في احتجاجات أبريل 1989 في الأردن.
لم تشارك جماعة الإخوان في احتجاجات أبريل 1989 في الأردن.

وأشار إلى أن الجماعة لم تعهد مقاطعة الانتخابات، مؤكدًا أن المشاركة هي الأصل والمقاطعة هي الاستثناء.

وشرح أن "الإخوان المسلمين" استشارت قاعدتها الشعبية ومجلس الشورى لديها، وأخذ القرار بالمشاركة قبل تناول المكتب التنفيذي المواضيع التنفيذية للانتخابات.

وكانت مشاركة الإخوان في تلك الانتخابات واسعة، حيث طرحت الجماعة 26 مرشحًا ونجح 22 منهم. وقال: "لو رشحنا أكثر، لكان النجاح أكبر". 

كما فاز عدد من النواب القوميين واليساريين المتعاطفين مع الإسلاميين، ليصبح بذلك الإخوان ممثلين بنحو 50% من المقاعد في البرلمان الأردني آنذاك، بحسب منصور الذي اعتبر أن الملك الحسين وفا بالوعد وجرت انتخابات نزيهة.

مشاركة الإخوان في حكومة مضر بدران

لكن منصور أشار إلى أن المشكلة ظهرت بعد سنتين من تلك الانتخابات، حيث أرادت الجماعة المشاركة في حكومة مضر بدران بحقائب وازنة، وأوضح أنه لم يكن هناك إجماع في قيادة الإخوان على المشاركة في مجلس الوزراء هذا.

ولفت منصور إلى أنه كان مؤيدًا للمشاركة في الحكومة، واعتبر أن رئيس الوزراء كان بحاجة إلى حكومة أقوى ولا بد من مشاركة الإسلاميين.

وأسفر الحوار عن مشاركة الإسلاميين بخمسة وزراء في تلك الحكومة تم اختيارهم من بين 10 أسماء كان اسم منصور منها، ثم تغيّرت المعادلة الإقليمية وبدأت الدعوة لمؤتمر مدريد وأصبح برنامج الجماعة غير مقبول لدى السلطة السياسية.

تشكيل حزب جبهة العمل الإسلامي

وحول تشكيل حزب جبهة العمل الإسلامي، شرح منصور أنه تم عقد مؤتمر وطني أقر بضرورة إصدار قانون انتخاب وألا تعود الأحزاب السياسية محظورة، فتداولت الجماعة في الأمر وقررت تشكيل حزب تمثل "الإخوان المسلمين" قاعدته العريضة إضافة إلى أشخاص من توجهات إسلامية أخرى.

وأوضح أن المنتمين لهذا الحزب كانوا أيضًا شخصيات وطنية إسلامية، لكنهم لم ينتخبوا في مجلس شورى الحزب.

فاز الإخوان بنصف مقاعد البرلمان الأردني في انتخابات 1989.
فاز الإخوان بنصف مقاعد البرلمان الأردني في انتخابات 1989.

ولفت منصور إلى أنه لا يمكن سلخ جماعة الإخوان عن العمل السياسي، وقال: "أظن أن العلاقة بين الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي متوازنة فليس هناك تحجيم للحزب ولا حظر للجماعة".

انتخابات 1993 ومعاهدة وادي عربة

وانتخب منصور نائبًا في البرلمان الأردني لثلاث دورات، وحول ما حصل في عام 1993، اعتبر منصور أنه "لو جرت تلك العملية الاقتراعية بشكل نزيه لكان الإسلاميون قد حصلوا على عدد أكبر من المقاعد"، مشيرًا إلى أن "الهدف من تلك الانتخابات كان إقصاءنا، حيث جرت قبيل توقيع معاهدة وادي عربة، أي اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل.

وقال منصور: "المجلس النيابي الثاني عشر عام 1993 انتخب في فترة تمهيد لمعاهدة وادي عربة، وكان المطلوب ألا نشكل مع حلفائنا أغلبية تحول دون إقرار المعاهدة".

كما تحدث منصور في حديثه إلى "العربي" عن موقف الإخوان من اجتياح الكويت، وقال إنه لم يكن مع العراق ضد الكويت، ولكن كان ضد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

واعتبر أن الموقف الشعبي الأردني بإجماعه بعد الضربة الأميركية على العراق عام 1991 كان ضد الحصار وغزو بغداد.

كما لفت إلى أن موقف الجماعة الإسلامية بجناحيها جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي هو أن كل فلسطين هي أرض عربية إسلامية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close