الأحد 12 مايو / مايو 2024

تطرق لعلاقة الإخوان المسلمين بالملك حسين.. حمزة منصور يروي رحلة اللجوء

تطرق لعلاقة الإخوان المسلمين بالملك حسين.. حمزة منصور يروي رحلة اللجوء

Changed

يتحدث الشيخ حمزة منصور عن بدايات تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن وعلاقته بالملك حسين والقضية الفلسطينية.
يروي الشيخ حمزة منصور رحلة اللجوء بعد النكبة التي أبعدته عن حيفا، والمسار المهني في التعليم وصولًا إلى العمل السياسي مع الإخوان المسلمين.

يحل القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حمزة منصور ضيفًا على برنامج "وفي رواية أخرى" ليروي محطات بارزة طبعت عمله السياسي الذي تراوح بين الموالاة والتحالف مرة والمعارضة والمواجهة مرات عدة. 

دخل منصور معترك السياسة من خلال خوضه تجربة برلمانية متميزة في عام 1989، وشارك في تأسيس حزب جبهة العمل الإسلامي ليصبح في ما بعد أمينًا عامًا له لثلاث مرات.

وفي الجزء الأول من سلسلة الحلقات التي تستضيفه ضمن البرنامج الذي يقدمه بدر الدين الصائغ، يتحدث الشيخ منصور عن تاريخ إخوان الأردن وواقعهم وعلاقتهم بالسلطة، وكذلك مزاوجتهم بين العمل الدعوي والسياسي.

رحلة اللجوء بعد النكبة

الشيخ حمزة منصور وهو من قضاء حيفا في الأراضي الفلسطينية، اقتلعته النكبة من أرضه كما الآلاف من الفلسطينيين وزجت به في رحلة من اللجوء. ويقول إنه من مواليد العام 1944 من قرية المنسي التي تقع في منتصف الطريق بين حيفا وجنين.

ورغم أنه كان بعمر الأربع سنوات عند وقوع النكبة، إلا أنه يؤكد أنه يمتلك بعض الذكريات من تلك الحقبة على غرار "تحرك بعض الصهاينة وهتافاتهم في تلك الفترة"، وكذلك قيام والده بتسييج حديقة من دون أن ينعم بخيراتها.

ويروي أن هجرة والديه للمرة الأولى كانت للمنطقة الأقرب جغرافيًا وهي جنين حيث عاشت العائلة في مخيم المدينة لنحو 10 سنوات قبل التوجه إلى بلدة الكرامة الأردنية الحدودية.

هجرت النكبة عام 1948 عائلة الشيخ حمزة منصور عندما كان طفلًا في الرابعة من عمره إلى جنين ومن ثم إلى الأردن حيث امتهن التعليم

منصور يؤكد أنه يعشق اللغة العربية منذ صغره حيث حفظ من الأدب الشعبي الكثير في سن مبكرة ما منحه "ثروة لغوية"، ويتحدث عن ميوله الأدبية المبكرة وحبه للرياضيات بذات الوقت.

ويقول إنه أنهى الصف الأول إعدادي في جنين، ومن ثم درس في بلدة الكرامة 3 سنوات، وبعدها انتقل للدراسة في مدرسة حسن كامل الصباح بمدينة إربد الأردنية لمدة عامين، لافتًا إلى أن الظروف المادية لم تسمح بالتحاقه بالجامعة.

المسار المهني وبداية العمل السياسي

وبعدها، التحق الشيخ منصور بدار المعلمين بناء على نصيحة من خاله، وتخرج عام 1965 من معهد المعلمين في حوارة بإربد، قبل أن يُعيّن للتدريس في مدينة معان بجنوب الأردن حيث عمل لخمس سنوات.

وعن بداية عمله السياسي، يقول إنه عندما توجه إلى حوارة تعرف إلى بعض الزملاء الذين سبقوه بالالتزام الإسلامي وشجعوه على الالتحاق بمسارهم، كما كان والد زوجته وهو خطيب وداعية يحدثه عن بطولات الإخوان المسلمين في حرب السويس وحرب فلسطين.

ويلفت إلى أنه وبعد توجهه إلى معان، كان مدير المدرسة حيث يعمل يزوده بصحيفة شهاب اللبنانية وهي صحيفة إسلامية حيث كان يطالعها، كما برزت لديه تساؤلات حول أسباب محاكمة سيد قطب في تلك الفترة، الأمر الذي دفعه إلى مطالعة مؤلفاته: "معالم في الطريق"، و"في ظلال القرآن".

منصور يؤكد أنه تأثر بأفكار سيد قطب حيث كان يرى أنها ساهمت في رد الثقة للمشروع الإسلامي.

وعن تجربة حسن البنا، يرى الشيخ حمزو منصور أنه مجدد القرنين الأخيرين وأنه ملهم، لافتًا إلى أنه اقتبس من مذكراته في الكتاب الذي نشره "هكذا علمتني دعوة الاخوان المسلمين".

الشيخ حمزة منصور ضيف برنامج "وفي رواية أخرى"
الشيخ حمزة منصور ضيف برنامج "وفي رواية أخرى"

وردًا على سؤال حول كون القضية الفلسطينية مركزية في أفكار حسن البنا، يقول حمزة منصور إن "مدرسة حسن البنا تقوم على شمول الإسلام وتكامله وبالتالي لا تحصره بحدود جغرافية، والقضية الفلسطينية مقدسة ومباركة بصريح القرآن الكريم وبالدماء التي أريقت من أجلها".

ويلفت إلى أن حسن البنا كان يخاطب الزعماء العربي والمسلمين للتركيز على القضية الفلسطينية على اعتبار أنها قضية الأمة، ويطلب السماح بعبور الحدود للمشاركة الفاعلة على أرض فلسطين.

الشيخ منصور أكد أن الأحزاب القومية واليسارية لم تستهوه، إلا أنه يلفت إلى أن ذلك لم يمنعه من التعاون مع هذه التنظيمات.

علاقة السلطات الأردنية بالإخوان المسلمين

وعن علاقة السلطات الأردنية وموقفها من الإخوان المسلمين، أشار إلى أن الجماعة كانت تمثل "معارضة ناضجة حيث شارك نوابها في الخمسينيات بالعمل النيابي ووقفوا بصلابة ضد الأحلاف كحلف بغداد والعدو الصهيوني".

ولفت إلى أن "موقف السلطات من الإخوان المسلمين كان في الغالب إيجابيًا، وحينما حُلت الأحزاب السياسية عام 1957 إثر قرار حكومة سليمان النابلسي، لم تحل في حينه جماعة الاخوان المسلمين، لكن كانت تبرز في بعض الأحيان تضييقات سياسية".

وخلُص إلى أن علاقة السلطات الأردنية مع الإخوان المسلمين لم تكن ثابتة باستمرار وإنما اعتراها في بعض الأحيان تضييق وبعض الخلافات بحسب منصور الذي لفت إلى أن تلك العلاقة كانت أقرب إلى المهادنة معظم فترة ما قبل معاهدة وادي عربة.

الملك حسين والرئيس المصري حسني مبارك
الملك حسين والرئيس المصري حسني مبارك

وردًا على سؤال حول موقف الملك حسين من الإخوان المسلمين، يذكّر منصور بحديث للملك الراحل قال فيه إن الإخوان المسلمين جزء من شعبي. ويضيف: "تمر بعض الفترات التي تشهد شدًا وجذبًا ولها ظروفها، إلا أن الفجوة في هذا الإطار اتسعت بعد معاهدة وادي عربة". 

ويشدد على أن موقف الملك لم يكن سلبيًا على الدوام من الإخوان المسلمين بل "كانت العلاقة فيها الكثير من الإيجابيات وبعض السلبيات".

مضايقات تطيح بحلم الدكتوراه

وعن تعرضه للمضايقات في حياته اليومية وتحركاته، يجيب الشيخ منصور: "أي ناشط سياسي يمكن أن يناله شيء من هذا القبيل". ويروي في هذا الإطار أنه كان يطمح للحصول على الدكتوراه وأتيحت له فرصة بعدما كان مرشح وزارة التربية والتعليم الوحيد لبعثة في جامعة عين شمس عام 1988، إلا أن الجهات الأمنية آنذاك استدعته واستجوبته حيث كانت الأسئلة مركزة على الإخوان المسلمين.

ويضيف: "يبدو أن الإجابة لم تكن مقنعة للدوائر الأمنية، فكان الجواب بعدم التوصية بإيفادي في بعثة دراسية، فقررت على إثر هذا الأمر التقاعد من التعليم".

قرر الشيخ حمزة منصور التقاعد من العمل التعليمي بعد عدم الموافقة على إيفاده لاستكمال دراسة الدكتوراه التي كانت تشكل حلمًا له

الشيخ حمزة منصور يؤكد أنه عرض بنفسه على جماعة الاخوان المسلمين الانضمام إليهم، وهذا ما حصل عام 1966.

منصور يتحدث عن وقع النكسة عام 1967، لافتًا إلى أنها كانت صدمة حقيقية سببها المبالغات الإعلامية، معتبرًا أن ما حصل كان "هزيمة منكرة" وخسارة للأرض والمقدسات.

خيبة النكسة وأمل معركة الكرامة

ويشدد في الوقت ذاته على أن ما أبقى على الثقة في ذلك الوقت هي آيات القرآن الكريم بحيث "كانت تعزز الشعور بحتمية الانتصار وبأن وجود الصهاينة في إسرائيل مؤقت" على حد تعبير منصور.

وردًا على سؤال حول رمزية معركة الكرامة عام 1968 عندما تمكن الفدائيون الأردنيون والجيش الأردني من هزيمة إسرائيل في الكرامة، يجيب منصور: "كانت معركة هامة جدًا ورمزيتها أنها جاءت عند تداول مقولة أن الجيش الصهيوني لا يقهر، وعززت الأمل".

معركة الكرامة عام 1968
معركة الكرامة عام 1968

وحول أحداث  سبتمبر/ أيلول عام 1970 أو ما عُرف بـ "أيلول الأسود" بين القوات المسلحة الأردنية وفلسطينيين في الأردن، يرى الشيخ منصور أن "الصراع حدث بين منظمة التحرير الفلسطيني بفصائلها وأصحاب القرار في الأردن وكانت نتائجه كارثية، ولولا بعض الحكماء لكانت النتائج كارثية بشكل أكبر".

وخلُص إلى أن بعض الممارسات الخاطئة أوصلت إلى ما حدث في ذلك الوقت، معتبرًا أن ما حصل كان أفعالًا وردودًا على الأفعال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close