توصَف بأنّها "صحراء بلون الكراميل وواحة من الصخور الضخمة". إنّها مدائن صالح في منطقة العلا السعودية، التي شكّلت مفاجأة للسياحة العالمية، بوصفها أول موقع سعودي تسجله اليونسكو في قائمة التراث العالمي.
فقد كانت منطقة الحِجْر المعروفة بمدائن صالح ذات يوم ملتقى مرور الحضارات القديمة. وتُعتبَر بمثابة متحف في الهواء الطلق لمقابر منحوتة في الصخور.
ويُقال إنها من إبداع الأنباط، وهم قبائل عربية قدمت من منطقة البتراء واستوطنت الحِجْر في القرن الأول قبل الميلاد.
منطقة جذب للمبدعين
وقد جذبت هذه الواحة المحمية بالجبال ووفرة المياه الجوفية، الأنباط المبدعين. وعلى الحجر الرملي الأحمر لواجهات المدافن، تركوا تراث التقاليد الفنية النبطية، وكلامًا من لغتهم العربية اليومية منقوشًا بالحرف الآرامي للغتهم الأصلية.
وبرز وقوع العلا على خط التجارة العالمي القديم في تأثر النحاتين بالحضارات الأُخرى، حيث قد يجد الزائر نقشًا لزهرة اللوتس المصرية في مكان وللجرار الإغريقية في مكان آخر.
أكثر من ذلك، اكتشف علماء الأثار داخل جبل إثلب قاعة اجتماعات مصممة للاستفادة من صدى الصوت. وهذا كله ليس سوى غيض من فيض، إذ ما تزال المنطقة تخبئ الكثير من الكنوز تنتظر من يميط عنها اللثام.