طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم الإثنين، إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقال المدعي العام للجنائية الدولية إن الجرائم ضد الإنسانية ارتكبت ضمن هجوم واسع النطاق ومنهجي على المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى وجود "أسباب معقولة للاعتقاد بأن نتنياهو يتحمل المسؤولية الجنائية".
وما عده خان "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" قال إنه "لا يعفيها من التزامها بالانصياع للقانون الدولي الإنساني". وأصرّ على الإيقاف الفوري لكل محاولات عرقلة مسؤولي المحكمة أو إرهابهم أو التأثير عليهم.
ولفت إلى أن إسرائيل تعمّدت حرمان المدنيين في كل مناطق غزة منهجيًا من المواد التي لا غنى عنها، حيث تفرض حصارًا على القطاع تضمّن الإغلاق التام للمعابر وتقييدًا تعسفيًا لنقل الإمدادات.
وشدد على أن "إسرائيل استخدمت التجويع أسلوبًا للحرب وإنزال العقاب الجماعي بالمدنيين بهدف التخلص من حماس"، مشيرًا إلى أن استخدام هذا الأسلوب كانت له آثار حادة وواضحة.
وأكّد أنه لن "يتردد في إصدار مزيد من طلبات أوامر القبض وعلى أطراف النزاع الامتثال للقانون".
قصف متواصل على غزة
ويتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة مع استمرار عدوان الاحتلال على القطاع، ويتركز في الأحياء السكنية الشمالية وسط القطاع ولا سيما في النصيرات والبريج.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 35 ألفًا و562 شهيدًا و79 ألفًا و652 جريحًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكرت أن الاحتلال ارتكب 10 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، أسفرت عن 106 شهداء و176 إصابة وصلت المستشفيات.
وشنّ الاحتلال غارات عنيفة على مدينة غزة، ولا سيما حي الشيخ رضوان ومناطق أبو اسكندر وحي التفاح وحي الزيتون، وفق ما أفاد مراسل "العربي" في رفح صالح الناطور.
كما تتواصل الغارات على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما تتصدى فصائل المقاومة للقوات الإسرائيلية وتشتبك معها. وقد بثّت كتائب القسام مشاهد لاستهداف جنود الاحتلال وآلياته في محور التوغل شرق مدينة جباليا شمالي قطاع غزة.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي أيضًا شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، بحسب مراسلنا.
وفي الوقت الذي تحاول فيه قوات الاحتلال التقدم على محاور القتال في رفح جنوبًا، تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على المناطق الشرقية والغربية من المدينة. كما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية قذائف باتجاه الساحل الغربي من رفح.
دمار في رفح
وقد استشهد اليوم 3 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلًا بحي تل السلطان غربي رفح. وأشار مراسل "العربي" صالح الناطور إلى أن أبًا وأمًا وطفلة استشهدوا في الغارة التي نُفذت في ساعة متأخرة من ليل أمس.
ووثّقت كاميرا "العربي" حجم الدمار الذي ألحق بالمنزل الذي يتألف من ثلاث طبقات.
وتتوسع رقعة القصف الجوي على رفح يومًا بعد يوم، حيث يكاد لا يخلو شارع من آثار القصف والدمار. وقد تدمر عدد كبير من المنازل المأهولة.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن إسرائيل أجبرت 810 آلاف فلسطيني على النزوح قسرًا من مدينة رفح خلال الأسبوعين الماضيين.
وأكدت أنه "في كل مرة تُشرد فيها عائلات، تتعرض حياتها لخطر جسيم، ويضطرون إلى ترك كل شيء خلفهم، بحثًا عن الأمان، لكن لا توجد منطقة آمنة".
