شنّت إسرائيل عدوانًا عسكريًا واسعًا على قطاع غزة في 8 يوليو/ تموز 2014، واستمرت تلك الحرب 51 يومًا واعتُبِرت الأطول والأعنف على القطاع.
وأسفرت عن استشهاد 2139 وجرح 11128 مواطنًا فلسطينيًا، حيث قصفت طائرات الاحتلال بيوت المواطنين ودمرت أحياء بكاملها. وقُدّر عدد الذين خسروا بيوتهم بـ466 ألف مواطن، وظلّت بيوت كثيرة مهدمة تنتظر سنوات لإعادة بنائها من جديد.
لحظات لا تُنسى
يروي المواطن الفلسطيني صابر حرارة عن تعرض منزله للقصف في تلك الحرب. ويقول لـ"العربي": "كنت أتوقع أن تلك الغرفة، حيث كنا نجلس، كانت آمنة".
استنجد صابر وعائلته لساعات من دون مجيب، نظرًا لخطورة الوضع في المنطقة التي كان يقطن بها.
خرج صابر مع عائلته حاملًا والده العجوز على ظهره برفقة حوالي أربعين شخصًا، حتى وجدتهم سيارة إسعاف ونقلتهم إلى إحدى المستشفيات، قبل أن تسقط قذيفة خلفها.
كما يحكي نظمي بلاطة عمّا يصفه "بالمجزرة"، حيث طال القصف 11 شخصًا من دون سابق إنذار.
ويقول: "ما هو ذنبي، فأنا لا أؤثر على إسرائيل، وكنت أعتقد أن ذلك سيحول دون إلحاق الضرر بي لكن ذلك لم يحصل".
أفاق نظمي وعائلته يوم 29 يوليو/ تموز الذي يصفه بـ"المشؤوم"، على صوت انفجار، وإذا بصاروخ ضرب المبنى حيث يجلس، ومبنى آخر مجاور؛ يومها، شاهد نظمي أفراد أسرته وبينهم أطفال جرحى وقتلى.
بداية الحرب على غزة 2014
يقول الصحافي الفلسطيني، أحمد غانم: "إن الحرب بدأت قبل إعلان إسرائيل عنها بكثير".
ويتابع: "في لحظة من اللحظات يمكن أن تُقصف حيث أنت؛ فالصواريخ تضرب بشكل عشوائي والطائرات تستهدف منازل المدنيين بشكل عشوائي".
ويعتبر غانم أن اللحظة الأصعب بالنسبة للصحافي هي عندما يعلم أن الموت طال أحد أفراد أسرته بينما يعمل.
كان غانم يعرف أن أخاه محمد غانم يعمل في صفوف المقاومة منذ 15 عامًا، ولكن استشهاده عام 2014 آلمه كثيرًا.
في تلك الحرب، دُمّرت أبراج سكنية بالكامل وشُردت آلاف العائلات، قبل أن يتم التوافق على هدنة وإعلان وقف لإطلاق النار من القاهرة.