يخرج الطلاب في لبنان كتبهم القديمة لإنعاش ذاكرتهم قبيل انطلاق العام الدراسي أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الجاري.
وهذه الكتب كانت قد طبعت قبل استفحال الأزمة الاقتصادية وبيعت حينها على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، أما اليوم فقد تراجعت قيمة العملة اللبنانية لتلامس الـ 20000 ليرة مقابل الدولار.
ونتيجة ذلك شهدت أسعار الكتب المدرسية ارتفاعًا غير مسبوق بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وهو ما أثقل كاهل أهالي التلاميذ وأصبح يهدد العملية التعليمية.
وتتساءل ربّة المنزل اللبنانية زينة الحوت لـ"العربي" حول قدرة الأهالي على تأمين كتب أولادهم التعليمية مع ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
وتقول: "من لا يتخطى دخله المليون و500 ألف ليرة لبنانية كيف سيكون بمقدوره تأمين الكتب الغالية جدًا لأولاده التي تصل إلى أكثر من مليونين. وإذا فكرنا بشراء كتب مستعملة مسبقًا فسيبقى سعرها باهظًا جدًّا".
وتتحدث دور النشر في بيروت عن ارتفاع سعر سلة الكتب للصف الأول، مثلًا من 350 ألف ليرة إلى مليونين و700 ألف ليرة.
ويعود هذا الارتفاع إلى مواد أساسية تدخل في عملية إنتاج الكتاب المدرسي تستورد بالدولار، إضافة إلى غياب الدعم المطلوب من مصرف لبنان ما رفع الأسعار 10 أضعاف تقريبًا.
وفي الشارع نُظم تحرك أمام وزارة التربية والتعليم لمناشدة المنظمات الدولية والعربية إنقاذ طلاب لبنان.
ومن أمام الوزارة قالت أميرة سكر المتحدثة باسم تجمّع "صرخة المرأة اللبنانية": "نناشد الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان وكل الحقوقيين في العالم إنصاف تلامذة لبنان".
وتضع هذه الأزمة العام الدراسي أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما العودة إلى المدارس في ظلّ ارتفاع تكاليفها وفقدان المحروقات، أو التعلّم من بعد في بلدٍ تغيب عنه الكهرباء لساعات طويلة.